×
A
A
A
خيارات

د. سبحان علي اكبر طالبلي: دور مأساة "20 يناير" عام 1990 في تاريخ حرية و استقلال الشعب الأذربيجاني

باكو، 20 يناير (أذرتاج)
كتب د. سبحان علي أكبر طالبلي الباحث في معهد الاستشراق التابع للأكاديمية الوطنية الأذربيجانية للعلوم مقالا عن مأساة 20 يناير. يقوم المؤرخ في مقاله برحلة قصيرة على تاريخ تلك الاحداث. ويقول في مطلع المقال: "إن دولة و شعب أذربيجان المعروفة في العالم بتقاليدها القديمة في الحکم، و المشهورة بالثروات الطبيعية فوق الأرض و تحتها، القيم الروحية الوطنية والشخصيات الاجتماعية، السياسية والثقافية ناضلت دائمًا من أجل حريتها و استقلالها منذ العصور القديمة حتى يومنا هذا. و مع ذلك في بداية القرن العشرين، تم احتلال أراضينا من قبل الأرمن وبدعم من القوى الإقليمية والدولية، أجریت سياسة التمييز العنصري والديني ضد الشعب الأذربيجاني و تم ترحیل الشعب الأذربيجاني من الأراضي التاريخية لأذربيجان و کذالک نفذت سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد الشعوب التركية المسلمة . ومن هذه المآسي الدموية مأساة "20 يناير" التي دخلت تاريخ أذربيجان و تسمى هذه المأساة "يناير الدموي" و"يناير الأسود" في تاريخ البلد ".
في حديث عن تاريخ بدء الأحداث المأساوية في تاريخ الشعب الاذربيجاني يلفت المؤرخ الى دور الرئيس السابق لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ميخائيل غورباتشوف وسياساته التمييزية والقمعية ضد الشعب الاذربيجاني ودعمه للارمن في احتلال أراضي أذربيجان وطرد الاذربيجانيين من بيوتهم في أرمينيا وقراباغ الأذربيجانية والمناطق المجاورة لها.
يقول مؤلف المقال ان رئاسة الاتحاد السوفييتي حينذاك أمر بزج وحدات الجيش السوفييتي الى أذربيجان لقمع مظاهرات شعبية حاشدة احتجاجا على سياسات الاتحاد التمييزية وطرد الاذربيجانيين وتأجيج النزعة الأرمنية الانفصالية في قراباغ، كذلك قمع أصوات الشعب الاذربيجاني المرفوعة لطلب الحرية والاستقلال.
ويكتب المؤلف: "قبل إعلان حالة الطوارئ على السكان، كان الجيش السوفييتي قد ارتكب جريمة وحشية ضد مواطني بلاده. وفقًا للفقرة الأولى من القانون الدولي لعام 1966 "بشأن الحقوق المدنية والسياسية" منذ لحظة توقيع المرسوم لم يتم تحذير شعب باكو رسميًا بشأن تطبيق حالة الطوارئ ومدتها. وفي العمليات العسكرية التي بدأت ليل 19 يناير 1990، استخدمت الدبابات والمركبات القتالية المدرعة ذات الأغراض المختلفة، وتم جلب قوات الإنزال إلى المدينة من السفن الحربیة التابعة لبحرية خزر".
كما يكتب المؤلف ان القوات السوفيتية ارتكبت في مأساة دموية في 20 يناير ، و قتلت 150 شخصًا، وجرحت المئات ودمرت منازل ومباني.
كذلك استمرت هذه الاحداث الدموية في الأيام التالية في مدن اذربيجانية أخرى منها نفتشالا ولنكران وجليل اباد. في 25 و26 يناير اشتبكت القوات السوفيتية مع السكان المحليين في تلك المناطق تحت ذرائع مختلفة و أطلقت النار على الأبرياء. ينقل المؤلف في مقاله ذكريات احد قدامى المحاربين علي أكبر حاج محمدعلي أوغلو طالبوف، الذي كان مشاركا نشطا في معارك استقلال أذربيجان وسلامة أراضيها، عن تلك الاحداث في نفتشالا: "أثناء الاحتجاج على أحداث 20 يناير في نفتشالا، لم يكن لدينا أسلحة على الإطلاق. لقد كنا نحتج على أحداث 20 يناير في باكو من خلال الانتفاضة الشعبية. في تلك الليلة وصلتنا معلومات تفيد بأن قائد الوحدة العسكرية يريد مقابلتكم. اتفقنا أيضًا على الاجتماع واعتقدنا أنهم يجب أن يجتمعوا معنا فقط حتى لا يعرضوا السكان للخطر. وقبل ذلك بيوم، كانت المروحيات تحلق في نفتشالا، وأطلقت أعيرة نارية أو تسببت هي نفسها في أعمال تخريبية. أطلقوا النار وهاجموا الأهالي، متظاهرين أنهم يثيرون الاستفزاز. كانت لدينا معلومات تفيد بأن قوات ألفا الخاصة التابعة للقوات المسلحة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية جاءت إلى نفتشالا لإجراء استطلاع. كنا نعلم أنهم سيرتكبون نفس الجريمة في نفتشالا أيضًا. تم محاصرة نفتشالا بالكامل. لكننا شعرنا بذلك في الوقت المناسب ولم نسمح بحدوث مجازر جديدة. "
يقول المؤرخ سبحان طالبلي انه خلال الاحداث التي وقعت في نفتشالا ولانكران وجليل اباد، أستشهد عشرات المدنيين العزل مع جرح الآخرين.

عشرون يناير 2024-01-20 13:02:00