×
A
A
A
خيارات

باكو - مدينة أول مدرسة للبنات المسلمات في الشرق الإسلامي

باكو، 15 مارس (أذرتاج).
في نهاية القرن التاسع عشر كانت في باكو عدة مدارس للنساء منها مدرسة القديسة نينا وجمنازيوم ماريا. لكن هذه المدارس العلمانية كان التعليم فيها بالروسية. ولم تكن المدرسة للبنات المسلمات باللغة المحلية موجودة في باكو، وحتى في الشرق الإسلامي حينذاك.
وفكرة إنشاء هذه المدرسة في باكو جاءت من لدن صاحب المشاريع الكبيرة وصاحب حقول النفط الحاج زين العابدين تقييف. كان هذه الشخصية الكبيرة يتفهم مدى دور المرأة المتعلمة في تربية إنسان مثقف. توجه برسالة إلى القيصر الروسي آلكساندر الثالث للاستئذان بافتتاح مدرسة للبنات في باكو، لكنه رفض هذه الفكرة. وانتظر تقييف حتى تتويج نيكولاي الثاني قيصرا لروسيا. فأرسل إلى الملكة آلكساندر فيدوروفنا هدية ثمينة وطلب منها المساعدة في مسألة افتتاح مدرسة للبنات المسلمات في باكو ووعد بإطلاق اسمها على هذه المدرسة. بعد مرور عامين تلقى تقييف الإذن لهذا العمل النبيل.
لكن تقييف واجه في هذه المرة ضغوطا قوية من قبل المتدينين المتطرفين ورجال الدين الذين ما كانوا يريدون هذا. وجد تقييف طريقا معقولا لإقناعهم على أهمية هذه المدرسة وأرسل مبعوثه بالهدايا القيمة إلى رجالات الدين البارزين في العتبات المقدسة في العراق لإحضار كتابة تشير إلى أهمية مدرسة في حياة النساء. بعد تقديم الكتابة التي حصل عليها منهم إلى الملالي المحليين بدأ إنشاء المدرسة.
لتنفيذ هذا المشروع دعي المعماري البولندي الشهير يوسف قوسلافسكي. بدأت أعمال الإنشاء عام 1898 وأنجزت عام 1900.
استجاب المبنى لكل المتطلبات الضرورية للمدرسة حينذاك. كان في الطابق الأول غرف الدرس ومختبرات ومكتبة غنية مع قاعة المطالعة وغرفة الاستقبال. وجميع غرف الدرس كانت مزودة بالمعدات والأشياء اللازمة مثل الخرائط والحيوانات والطيور المحنطة ومجسم الكرة الأرضية وغيرها.

كانت تقع في الطابق الثاني مطعم وغرف للنوم وغرف للمدرسات ونائبة المديرة والطبيبة ومصلى. 

أما الحمام ونقطة طبية وغسالة وغيرها من الخدمات فكانت في فناء المبنى وسط حديقة جميلة.
في المدرسة التي كانت تختلف تماما عن الكتاتيب القديمة وكانت مدرسة جديدة من نوعها في الشرق الإسلامي عموما كانت تعلم البنات الأمور المنزلية والحرف اليدوية والخياطة. أصبحت خريجات هذه المدرسة كوادر رئيسية – المدرسات الأوليات في البلد. بعد ذلك واصلت الكثير منهن دراساتهن لتصبحن طبيبات وخبيرات في الاقتصاد وفي عمل المكتبات وعالمات ورسامات.
في السنوات الأولى من الدراسة كانت البنات ترتدين الحجاب، فيما بعد تم استبدال هذا بالزي المدرسي الخاص وبالزي المكرس للاعياد والفعاليات الخاصة.
في الأعياد كانت البنات تزورون السينما او مسرح تقييف. بعد تفرج المسرحيات كتبت البنات آراءهن عنها.
قصارى القول، كانت البنات تتلقين معارف شاملة. كانت السيدة سونا زوجة تقييف تأتي أحيانا الى المدرسة لتفقد سير الأمور فيها.
كلمات قالها الحاج زين العابدين تقييف في حديثها مع البنات مهمة في كل الأزمنة: "بناتي، تعلمن بكل دأب، إن السعادة في الدراسة. افهمن أن المعرفة ثروة كبيرة."
يقع معهد المخطوطات الأذربيجاني حاليا في مبنى هذه المدرسة.

 

 

ثقافة 2019-03-16 17:55:00