×
A
A
A
خيارات

البوابة الإلكترونية العراقية تنشر مقالا عن مجزرة خوجالي

باكو، 13 فبراير / شباط (أذرتاج).
أدرجت بوابة "نحن التركمان" العراقية على شبكة الانترنت مقالا تحت عنوان "حقائق خوجالي: الجذور التاريخية لجريمة بشعة ارتكبت ضد الإنسانية والبشرية" بقلم عباد باغيروف موظف وكالة (أذرتاج) للأنباء. تبث وكالة (أذرتاج) نص المقال نقلا عن البوابة الالكترونية:
"نفذ الأرمن سياسة الإبادة الجماعية ضد الأذربيجانيين من حين لآخر. أما القرن العشرين فيعتبر بمثابة سلسلة كاملة من الإبادات الجماعية. وقد حاول الأرمن في بدايات القرن العشرين مواصلة أنشطتهم الإرهابية في أذربيجان والتي بدؤوها في الدولة العثمانية لتحقيق حلمهم السخيف المسمى "أرمينيا العظمى". وقد شارك بشكل جاد في هذه العملية الأرمن المقيمون والعاملون في أذربيجان بجانب أعوانهم بالخارج. وتعد المجزرة الدامية التي ارتكبها الأرمن في شهر فبراير/شباط عام 1905م والتي عرفها التاريخ باعتبارها صراع بين "المسلمين والأرمن" و"التتار والأرمن" حربا حقيقية تم شنها آنذاك ضد الأذربيجانيين بدعم عسكري وسياسي من قبل أوروبا وروسيا القيصرية. ويروي أحمد أغا أوغلو عن هذه الأحداث ما يلي:" هذا ليس عمل فئة قليلة من الأرمن وإنما هو عمل مخطط لحزب " طاشناق تسوتيون " الأرميني الذي يشعر بدعم أعوانه الغربيين ويمتلك خطة إستراتيجية". وعقب أحداث باكو، بدأت في نختشوان مجازر دموية في شهر مايو من العام نفسه. كان الأرمن المسلحون تسليحا كاملا يقتلون المسلمين ويحرقون القرى مستغلين في ذلك القازاق. وقد نفذ الأرمن مخططاتهم الإرهابية بالطريقة ذاتها في مناطق ايرافان وجبرائيل وشوشا وجوانشير وغنجة وتفليس وقازاخ.
يصف محمد سعيد أوردوبادي الوحشية التي قام بها الأرمن في قرية أوميدلي التابعة لمركز "جونشير" كالتالي: "لو القينا النظر إلى تاريخ البشرية، فإننا سنشاهد أنه لم يمارس أي شعب مطلقا حتى الآن مثل هذه البشاعة التي أرتكبها الأرمن ضد نساء قرية "أوميدلي". فهل من العدل قتل ثلاثة أو أربعة أبناء أمام أمهم وإهانة الأم التي تنهار من البكاء؟!....أهذه هي الثقافة الأرمينية؟!
لقد تشكلت شبكة إرهابية لحزب " طاشناق تسوتيون " الأرميني بشكل كافي في أوائل القرن العشرين. ونفذت هذه المجموعات الإرهابية أكثر من 200 عملية دامية فقط فيما بين عامي 1905-1909م. ووصل عدد القوات المسلحة الطاشناقية إلى 100 ألف مقاتل فيما بين عامي 1905-1907. كان يشارك ضمن هذه القوات أعداد كثيرة من الأرمن العثمانيين. وتم بشكل خاص إنشاء شبكة قوية للقوات العسكرية الطاشناقية في كل من غنجة وباكو. إن ارتكاب إبادات جماعية بحق الأهالي الأذربيجانيين فيما بين عامي 1905-1906م في كل من غنجة، وباكو، وفي مناطق أذربيجانية أخرى تشير إلى نتائج بشعة لما قامت به هذه الشبكة. كما أثبتت الأسلحة العسكرية الكبيرة التي عثرت عليها الشرطة القيصرية في الفترة المذكورة في مخازن وورشة الأسلحة في كل من باكو وغنجة مدى قدرة شبكة الأرمن الإرهابية، ومدى قذارة نياتهم. ويجدر الإشارة إلى أنه تم القبض على 10 ألاف بندقية وعدد غير محدود من المسدسات، وأكثر من مليون خرطوش، وألف قنبلة في مخازن الأسلحة الخاصة بحزب " طاشناق تسوتيون " بالقوقاز.
كان الأرمن يسعون إلى الاستفادة من العَلَم البلشفي مستغلين الوضع السياسي في روسيا بما يلاءم مصالحهم وذلك عقب الحرب العالمية الأولى، ولاسيما بعد انقلابي فبراير وأكتوبر عام 1917م. وبدأت حكومة باكو الانقلابية في تنفيذ خطة إجرامية للقضاء على الأذربيجانيين في محافظة باكو بالكامل في مارس عام 1918م تحت شعار محاربة المناهضين للثورة. وتم قتل آلاف الأذربيجانيين وحرق المنازل والسكان بسبب هويتهم القومية. كما تم تدمير الآثار القومية والمدارس والمستشفيات والمساجد والعديد من المباني الأخرى، وبذلك دمرت معظم باكو.
وتمت الإبادة الجماعية للأذربيجانيين بخسة شديدة في باكو وشماخي وقوبا وقراباغ وزنجزور ونخشوان ولانكران وناطق أخرى كثيرة. وقُضى في تلك المناطق على السكان العُزل بشكل جماعي، وأحرقت القرى، ودمرت والمباني والآثار القومية.
لقد قتل الأرمن أكثر من خمسين ألف أذربيجاني في باكو وشماخي وقوبا وموغان ولأنكران في الفترة ما بين شهري مارس وإبريل 1918م، ونهبت المنازل، وطُرد الآلف من منازلهم؛ حيث قتل في باكو وحدها 30 ألف شخص بشكل خسيس، ودمرت في شماخي 58 قرية، وقُتل سبعة آلاف شخص، من بينهم 1653 امرأة، و965 طفلاً. ودُمِّرت 122 قرية في قوبا، و150 قرية في قراباغ، و115 قرية في زنجزور، وتم القضاء على جميع الأهالي بغض النظر عن هويتهم أو عمرهم. كما دُمِّرت 211 قرية أذربيجانية في محافظة إيروان، و 92 قرية أذربيجانية في قارس. وكذلك دُمِّرت 88 قرية، وأُحرق 1920 منزل، وقُتل 131970 شخصًا في إيروان والمنطقة المحيطة لها.
ويروي أحد الألمان من عائلة قولنر الذين شاهدوا تلك الأيام المفزعة بشأن أحداث باكو عام 1925م ما يلي: "لقد دخل الأرمن أحياء المسلمين (الأذربيجانيين) وقتلوا الجميع وقطَّعوهم إربًا إربًا ومثَّلوا بجثثهم. وقد عُثر على 87 جثة ممثَّل بها مقطوعة الأذن والأنف والأعضاء التناسلية ومبقورة البطن، وذلك في إحدى الحفر بالمدينة بعد عدة أيام من هذه المجزرة".
وقد واصل الأرمن إبادة الأذربيجانيين وسياسة الاضطهاد ضدهم فيما بين عامي 1948 و1953م، وكذلك فيما بين عامي 1988 و1990م. وارتُكبت مذبحة خوجالي بتلك الوحشية أيضًا.
وأود أن أذكر أن خوجالي هي إحدى المناطق الأذربيجانية السكنية القديمة؛ حيث عاش بها أجدادنا العظام الذين هم ورثوا ثقافة "خوجالي – جداباى"، وذلك منذ العصر البرونزي. وقد سجَّل علماء الآثار في خوجالي حوالي مائة أثر يعود إلى العصر البرونزي، ودرسوا معظمها بالفعل. ونتيجة لهذه الأبحاث تبين أنه دُفن في خوجالي مشاهير قادة وأعيان تلك الفترة.
كانت خوجالي حتى فترة التسعينيات من القرن الماضي عبارة عن قرية تابعة لمحافظة عسكران، وكان يعيش بها آنذاك ثلاثة آلاف نسمة.
وقد أخذت خوجالي صفة "مدينة" في فبراير 1990م. وقد استوطن في خوجالي جزء من الأذربيجانيين المطرودين من أرمينيا، وأتراك مهستي المطرودين من أوزباكستان، وكذلك الأذربيجانيين المطرودين عنوة من خانكندي والمناطق السكنية الأخرى التابعة لمنطقة قراباغ الجبلية. لذلك وصل عدد سكان خوجالي عام 1992م إلى سبعة آلاف نسمة. وقد أُقيمت العديد من المنازل في خوجالي لهؤلاء اللاجئين.
وبذلك أصبح للجميع سكن في مدينة خوجالي. وافتُتحت بها مصانع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة والمؤسسات الصناعية الأخرى.
لقد أعد الأرمن خطة خاصة للقيام بمذبحة خوجالي. وأُنشأت في خانكندي في السادس عشر من فبراير 1992م "جماعة" أُطلق عليها "الجبهة الأرمينية السريَّة" تابعة للفوج العسكري 366 وكانت هذه الجماعة تتكون من الجاليات الأرمينية بلبنان، وأمريكا، وكندا، وإيران، وسويسرا، وتركيا، وإيطاليا، وهولندا، وكذلك من الوحدات الأرمينية المسلحة المُعلق على رأسها "خريطة أرمينيا العظمى". وانضمت في السابع عشر من فبراير لهذه الجبهة مجموعة من القناصة تسمى "شوشانيك" مكونة من فتيات. ومن المعلوم أنه قبل مأساة خوجالي بعدة أيام، تبرعت 36 شركة أرمينية شهيرة بمبلغ 470 ألف دولار لـ"الجبهة الأرمينية السريَّة".
وقامت القوات المسلحة الأرمينية بالاستيلاء مدينة خوجالي الأذربيجانية في ليلة السادس والعشرين من فبراير 1992م، وذلك بمشاركة فرق أرمينية مسلحة متمركزة في قراباغ الجبلية، ومعدات وأفراد فوج المشاة رقم 366 المتمركز في خانكندي التابع للاتحاد السوفيتي السابق.
وقد أسفرت عملية خوجالي عن مقتل 613 شخصا من السكان الأبرياء، منهم 63 طفلا، و106 امرأة، و70 رجلا مسنا بوحشية بالغة، ومثُل بأجسادهم وبُقرت بطونهم. وقطعت أيدي وأرجل 230 شخصا.
طبقا لمعلومات تقرير مركز الدفاع القانوني "ميوريال" الروسي، أحُضرت لأغدام خلال أربعة أيام 200 جثة أذربيجاني قتل في خوجالي، وتظهر على الجثث علامات التمثيل بها. وأجرى الطب الشرعي عمليات فحص على 181 جثة (131 رجلا، و51 امرأة، و13 طفلا ) في أغدام. وقد تبين من عمليات الفحص الطبي أن 151 جثة قتلت بالرصاص، و10 جثث قتلت نتيجة بالضرب بآلة حادة. كما سجل مركز الدفاع القانوني حالة سلخ فروة الرأس لإحدى الجثث.
ونتيجة للتحقيقات، تبين أن الكتائب الأولى والثانية والثالثة التابعة للفوج 366 قد شاركت في عملية الهجوم على خوجالي. أما كتيبة العقيد إيفن موسييف بالفوج 366 فقد قتلت بشدة في هذا الهجوم. كما تبين أيضا من عمليات التحقيق أن الأرمن حصلوا على 85 % من المعدات الحربية والأسلحة الموجودة بالفوج 366 في تلك الليلة، علاوة على استخدامهم 142 بندقية آلية، و600 رصاصة، و460 واقي من الرصاص و146 مسدسا قدمت جميعها من فرنسا. ووزع على الأرمن قبل عملية الهجوم 149 جهاز اتصال أمريكي الصنع.
يقول العقيد ف. سفلييف أحد قادة الفوج 366 المشاركين في مذبحة خوجالي في كتابه "التحريات السري": "... جمع الأرمن الجثث الملقاة على الأرض بسيارة نقل تحمل رقم 02-19-م م ، وأقاموا محرقة في خوجالي...لقد طفح الكيل هناك من كراهية الإنسان للإنسان. لا أستطيع أن أدرك من فعل هذا. أود أن أطلعكم على أسماء الضباط الذي صفوا الأسرى الأذربيجانيين وأخذوا يقضون عليهم واحدا واحدا وهم يتلذذون من هذا:
- العقيد ب. بينقوف - نائب قائد الفوج للجبهة الخلفية؛
- العقيد إيفن موسييف - قائد الكتيبة الأولى؛
- الرائد س. ي. اوهانيان - قائد الكتيبة الثاني؛
- الرائد ي.أ. نابونيك - قائد الكتيبة الثالثة وآخرون،
لقد أضرموا النار على خوجالي برا وجوا. وقد تلقى الطيارون الأرمن المدربون الدعاء والتهنئة من الكاتب الإرهابي زوري بالايان في قاعدة تلافي العسكرية في السابع عشر من فبراير 1992م. وقد خصصت تسع مروحيات عسكرية مختلفة الماركات للاستعانة بها في عملية خوجالي. وفي الثاني والعشرين من فبراير انظم سرب من المروحيات للفوج 366. وفيما يلي قائمة سرب المروحيات الذي ألقى القنابل على خوجالي عام 1992م: طيار المروحية رقم 39 الأرميني اللبناني رومب قالاقتشيان، وطيار المروحية رقم 40 الأرميني السوري رزضان مينويان، وطيار المروحية رقم 29 اللبناني المسلم زاهد آل محـمد، وطيار المروحية رقم 17 الأرميني من ايرافان صوران بيرميان.
ألقيت من هذه المروحيات صواريخ 89 مرة من الساعة الرابعة عصراً حتى منتصف الليل. وقد منح في الثامن والعشرين من فبراير كل من الطيار زاهد آل محـمد، والطيار صوران بيرميان وسام "الصليب الأحمر" لمشاركتهم الفعالة في عملية خوجالي.
ويتحدث الكاتب الإرهابي زوري بالايان عن المجازر التي حدثت في خوجالي في كتابه "الإحياء " الصادر في فانازور في عام 1996م قائلا: "لقد قمت أنا أيضا بتعذيب الأتراك من منطلق الوطنية والرجولة. عندما دخلت مع "خاجاتور" الطابق السفلي الذي يختبئون فيه، رأيت جنودنا قد علقوا الطفل بالمسامير من أظافره بالنافذة حتى لا يصدر صوتا. فوضع "خاجاتور" ثدي أم الطفل المنزوع في فم الطفل. وبعد ذلك بقرتُ صدر وبطن فتى تركي يبلغ الثالثة عشر. وبعد بع دقائق مات الطفل بسبب نزيف الدم. لم أسعد بما فعلته بالطفل لأن تخصصي طبيب، ولكن كانت توجد في صدري فرحة
....مزق "خاجاتور" جثة الأوغاد "يعني الأتراك" إرباً إرباً، وألقاها للكلاب. وفعلنا أمس هذا الأمر مع ثلاثة من الأتراك. وبذلك نكون أن و"خاجاتور" قد أدينا واجبنا تجاه الوطنية وحب الوطن وحب أرمينيا ...".
ويتحدث كذلك داود خيريان في كتابه "من أجل الصليب" الصادر في بيروت عام2000م عن مذبحة خوجالي قائلا: "لقد مهدنا طريقا من الجثث من أجل العبور من طريق طوله حولي كيلو متر نحو باشبولاغا. كنت لا أريد العبور من فوق الجثث. فقال لي العقيد أوهانيان أنه علي ألا أخاف، وأن هذه هي قوانين الحرب. فتقدمتٌ صاعدا على صدر جثة فتاة يتراوح عمرها ما بين التاسعة والحادية عشر. فتلطخت ملابسي بالدم. وعلى هذا النحو عبرت فوق حوالي 1200 جثة...". ويواصل حديثه قائلا: " جمعت جماعة "قافلان" الأرمينية (جماعة أسست خصيصا لحرق الجثث) 2000 جثة للأتراك الحمقى، وقاموا بإضرام النار فيهم سويا في جنوب خوجالي. وقد رأيت في أخر سيارة نقل فتاة في العاشرة من عمرها جرحت من رقبتها ويدها. وعندما نظرتُ إليها، رأيتها تنبض بصعوبة. وكانت الفتاة على قيد الحياة بالرغم من البرد والجوع والجراح التي أصيبت بها. أمسك بها من أذنها جندي يسمى تيجران وأحضرها بجانب الجثث المجمعة للحرق ووضع على الجثث مازوت.، وبعد ذلك أضرم النار فيهم. وآنذاك سمعت صوت استغاثة ".
وفي حين كان يعم أذربيجان الهم والحزن، كان "الصحفيون" الأرمن الأوروبيون القادمون لخوجالي بدعم من الجالية الأرمينية يسعون في نشر معلومات كاذبة بشأن أن الأذربيجانيين هم الذين ارتكبوا هذه المأساة، وفي خداع العالم. وكان من بين هؤلاء من يكتبون الحقيقة. فقد سعى أحد الصحفيين من أرمن أوروبا في توصيل المأساة التي ارتكبت كما هي: "لقد صَّفوا مائة جثة قُتلت في خوجالي بجوار بعضهم البعض، وأقاموا جسرا. لقد عبرتُ من فوق الجثث الموجودة في هذا الجسر. وعندما وضعتُ قدمي في صدر أحد الأطفال الصغار، ارتعدت لدرجة أن آلة التصوير الخاصة بي ودفتري وقلمي سقط مني على الأرض، وتلطخ بالدم. ففقدت الوعي تماما. وارتعد بدني ارتعادا". وقد ذكر الصحفي الأرميني سيراجيان في مقال له بعنوان "قبل الهجوم" نشر في إحدى المجلات الشهرية الصادرة في فرنسا في الثاني عشر من مارس 1992م قائلا: "لقد شاهدتُ خوجالي بعينيي. كانت رائحة الدم تخيم على جميع الأرجاء. وخيفتُ من الجثث الملقاة فوق الثلج دون أنيس أو ونيس.... لقد خيفتُ لأن الجانب الأذربيجاني لن يصمت مطلقا على هذا الدم...اليوم الروس معنا؟ فماذا عن الغد؟ يمكن أن تكون وحدنا ". أما الصحفي الفرنسي "جان-يف يونيت" فيذكر التالي: "لقد شاهدنا مأساة خوجالي، ورأينا جثث بريئة قتلت بالآلف، من بينهم النساء والأطفال والمسنون ورجال الدين بخوجالي. أعطونا مروحية تحلق على مسافات منخفضة. وشاهدنا ما حدث في خوجالي. ولم نستطع مواصلة التصوير إلى النهاية بسبب إطلاق الأرمن علينا النار. لقد سمعتُ عن حدوث أشياء كثيرة في الحروب، وعن غدر الجنود الألمان، ولكن الأرمن فاقوا هؤلاء، حيث قتلوا الأطفال في سن الخامسة أو السادسة والأهالي العزل ببشاعة".
أما مراسل جريدة "ايزفيستيا" "ف. بيلوس" فكتب في مذكراته أنه شاهد الجثث مفقوعة الأعين ومقطوعة الأذن ومقطوعة الرأس ومُمثّل بعظامهم. وتحدث أيضا الرائد "ليونيد قرافيتس" عن بشاعة أحداث خوجالي قائلا: "في حين كنت أحمل الجرحى لمساعدة الأذربيجانيين في 26 فبراير 1992، رأيت حوالي 200 جثة منثورة على الأرض. فأردنا حمل الموتى. وكان من بيننا ضابط محلي من خوجالي، نسيتُ أسمه. ووجدتُ بين الموتى طفلا في الرابعة من عمره خرج مخه من رأسه. فقد الضابط وعيه. واختبأنا حتى لا تصيبنا طلقات الأرمن. وكان هناك طفل أخر مقطوع الرأس لم نستطع حمله. كنا نرى في كل مكان جثث النساء والأطفال والمسننين الممثل بها بوحشية شديدة".
كما قدم العقيد سفيلييف المشارك في الهجوم على خوجالي "التحريات السرية" للأمم المتحدة، والمجلس الأوروبي،....وفي النهاية إلى الإدارة العامة للمخابرات، وذلك في السادس والعشرين من نوفمبر 1992م، وفي التاسع عشر من مارس 1994م، وفي الثاني والعشرين من أغسطس 1998م، وفي شهري يوليو وديسمبر من عام 2000م. وذكر في هذه التحريات ما يلي: "... لا استطيع أن أكتب كل هذا. لا أستطيع نسيان جثث الرجال والنساء والأطفال والفتيات الحوامل التي اخترقتها طلقات الرصاص. فليسامحني الأذربيجانيون لأنني لم أستطع أن أفعل شيئا في هذه الأحداث الدموية المأساوية. لقد استطعت أن أرسل التحريات السرية التي كتبتها وحدي إلى جنرالات الإدارة العامة للمخابرات. أنظروا كيف لطخ شرف الجنود الروس...وتبدو جلياً هذه المشكلات أيضا حول الفوج 366 الذي هو في الأصل مخصص للنزاعات الدولية. إن قتل هذا الفوج للأذربيجانيين وتحيزه للجانب الأرميني في العمليات العسكرية وقضية منح الأرمن معدات وأسلحة عسكرية تحمل ماهية سياسية بالفعل....".
ليس هناك اليوم أي أثر لمدينة أذربيجانية تسمى "خوجالي". لقد استوطن أهالي خوجالي الناجين في المعسكرات والمخيمات والمنازل الخاصة الموجودة في 48 مدينة ومحافظة أذربيجانية وفي أكثر من 500 قرية ومركز.
تستمر الجهود المضنية على مدار أكثر من اثنين وعشرين عاما من قبل دولتنا من أجل توصيل حقائق خوجالي إلى العالم ! وبدأت جميع دول العالم في الاعتراف بمذبحة خوجالي.
اللهم ارحم جميع الأذربيجانيين الذين لقوا مصرعهم في خوجالي! فليعلم أعداؤنا الغادرون مرة أخرى أن أنات المظلوم لم ولن تذهب سدى".

Xocalı faciəsi 2014-02-13 19:30:00