×
A
A
A
خيارات

نداء سكان خوجالى إلى دول العالم ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس أوربا ومنظمة الأمن والتعاون الأوربي بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لمذبحة خوجالى

باكو، 21 فبراير/ شباط (أذرتاج).
إننا شهود عيان نجينا بأعجوبة من شر المجزرة التي ارتكبها القوميون الأرمن في السادس والعشرين من فبراير عام 1992 في مدينة خوجالى بمنطقة قراباغ الجبلية الأذربيجانية نتوجه مجددا بآمال كبيرة بنداء إلى منظمة الأمم المتحدة ومجلس أوربا ومنظمة الأمن والتعاون الأوربي، في الوقت نفسه المجتمع العالمي المتقدم ونلفت إلى انتباه الأسرة الدولية المتحضرة ضرورة التقييم السياسي القانوني لمذبحة خوجالي.
إن الدوائر القومية المتطرفة للأرمن الذين نزحوا إلى أذربيجان من إيران ونصبوا تمثالا في قراباغ الجبلية عام 1978 احتفالا بذكرى مرور 150 عاما على نزوحهم إلى أذربيجان واصلت سياسة الاحتلال والاعتداء على أذربيجان بتأييد ودعم وغطاء الأطراف الأجنبية في القرنين الأخيرين لتحقيق حلمهم الهادف إلى تأسيس "أرمينيا الكبرى" المزعومة على حساب إلحاق الأراضي الأذربيجانية التاريخية. وقاموا بسلسلة من الهجمات الإرهابية والمجازر والتهجير والتشريد والإبادات الجماعية ضد الأذربيجانيين على مر الزمن لتحقيق أهدافهم الماكرة. 
وتدل الوثائق التاريخية العديدة على أن مئات آلاف الأذربيجانيين الذين تعرضوا للتطهير العرقي والمذابح الجماعية في عقر دورهم - أراضيهم التاريخية بالقوقاز خلال سنوات 1905-1907 و1918-1920 و1948-1953 قتلوا بشكل جماعي وشُرِّدوا من ديارهم التاريخية. وان الفترة ما بين سنتي 1988-1989 شهدت موجة تشريد أكثر من 250 ألف أذربيجاني من ديارهم التاريخية الأصلية بأرمينيا وقتل مئات الناس الأبرياء المسالمين العزل بينهم شيوخ ونساء وأطفال بوحشية خاصة إبان هذه الحملة الدموية، الأمر الذي جعل أرمينيا دولة ذات قومية وحيدة كان القوميون الأرمن يحلمونها على مدى سنوات طوال. 
وتجددت مزاعم أرمينيا غير المبررة على أراضي أذربيجان منذ عام 1988 مما أدى إلى اندلاع الحركة الانفصالية الأرمينية التي لا تتمتع بأي مبرر تاريخي وسياسي وعرقي في قراباغ الجبلية. 
منذ ما يقارب 20 عاما فلا تزال عشرين بالمائة من أراضي أذربيجان، من جملتها 7 محافظات مجاورة لإقليم قراباغ الجبلية، ومأهولة بالأذربيجانيين قاطبة حتى أوائل التسعينيات للقرن الماضي تحت احتلال القوات المسلحة لأرمينيا. وتم طرد أكثر من مليون أذربيجاني من ديارهم التاريخية القديمة بقسوة وقتل عشرات آلاف الناس وأصبحوا معوقين. ومصير أكثر من 4 آلاف مواطن أذربيجاني يتعرضون للتعذيب والاستحقار غير المسبوق في معسكرات السجن بأرمينيا وقراباغ الجبلية المحتلة لا يزال مجهولا، ولو تم تحرير نحو 1400 أذربيجاني من الأسر الأرميني حتى الآن. وتم تدمير مئات المدن والقرى وآلاف المباني الثقافية الاجتماعية والمدارس والمؤسسات الصحية والآثار التاريخية الثقافية والمتاحف والمساجد والمعابد المقدسة والمقابر تدميرا كاسحا وتعرضت للوحشية غير المسبوقة. 
إن المذابح الجماعية التي قام بها المسلحون الأرمن في القرى القاطنة بالأذربيجانيين أمثال كركيجاهان وميشالي وقوشجولار وقاراداغلي وآغدابان وغيرها في قراباغ في أوائل التسعينيات للقرن الماضي، والأعمال الإرهابية الدموية التي وقعت بباكو والمدن الأذربيجانية الأخرى، ومجزرة خوجالي جرائم تاريخية ستبقى كنقطة سوداء أبدية في ضمير "الأرميني المظلوم والمضطهد". 
ونلفت بمشاعر الأسف الشديد إلى أذهانكم أن مجزرة خوجالي التي وقعت في 26 فبراير عام 1992 أضيفت هي الأخرى إلى قائمة المآسي البشرية أمثال خاتين وهيروسيما وناقاساكي وسونغمي أروع المآسي للقرن العشرين. 
وقد شنت الوحدات المسلحة الأرمينية المدعومة بفرقة المشاة رقم 366 من جيش الاتحاد السوفيتي السابق المتمركزة في ذلك الوقت بمدينة خانكندي (ستيباناكيرت) القراباغية في الليلة الفاصلة بين الخامس والعشرين والسادس والعشرين من فبراير عام 1992 م هجوما من خمسة اتجاهات على مدينة خوجالى التي كان عدد سكانها ما يقارب من سبعة آلاف نسمة (وظل في وقت الهجوم حوالي 3000 نسمة). حتى ذلك الوقت كانت مدينة خوجالى تحت الحصار الكامل المفروض عليها منذ أكثر من أربعة أشهر، وكان يعاني السكان من انعدام الرعاية الصحية وشح المواد الغذائية. وكان داخل المدينة عدد كثير من المرضى والجرحى والمسنين والنساء والأطفال. 
ودمرت مدنية خوجالى تدميرا ساحقا في تلك الليلة. وتعرض السكان المدنيون المسالمون العزل للمذبحة الجماعية حيث قتل الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى بقسوة لا يصدق وبلا هوادة. وقد ارتكب القوميون الأرمن جريمة تاريخية جديدة من جرائمهم البشعة - مذبحة خوجالى حيث أصبح نقطة سوداء في تاريخ البشرية المتحضرة في أواخر القرن العشرين. وكان يهدف هذه الحملة الوحشية إلى قتل جميع سكان المدينة. ولكن عددا كثيرا من سكان مدينة خوجالى نجوا نتيجة المصادفات البحتة ليشهد التاريخ. 
وقد قتل جراء مذبحة خوجالى 613 شخصا، وأخذ 1275 من السكان المسالمين العزل رهائن. بينما لا يزال مصير 150 شخصا مجهولا حتى يومنا الحاضر. ونتيجة للمأساة أصبح أكثر من 1000 شخص من السكان المسالمين معوقين بعد إصابتهم برصاص العدو. وكان من بين القتلى 106 نساء، و83 طفلا صغير السن، و70 مسنا. ومن بين المعوقين 76 شخصا من المراهقين والمراهقات. 
وأبيدت في هذه الجريمة العسكرية والسياسية 8 عائلات بالكامل، و فقد 25 طفلا والديهم، كما فقد 130 طفلا أحد والديهم. و من أولئك الذين استشهدوا 56 شخصا قتلوا بوحشية غير مسبوقة وبلا هوادة حيث تم إحراقهم أحياءً وسلخ جلد رؤوسهم وقطع رؤوسهم واقتلاع أعينهم ، وبقر بطون النساء الحوامل بالحراب. 
ويصعب التصور أن مثل هذه القسوة والوحشية والهمجية غير المسبوقة في تاريخ البشرية فقد ارتكب بيد البشر، وحدثت في أواخر القرن العشرين أمام أعين العالم! ولكن يتعين على العالم أن يعلم: إن منظم ومدبر هذه الجريمة التاريخية المرتكبة ليس فقط ضد الأذربيجانيين، فحسب بل جميع البشرية بأكملها هو النزعة القومية العدوانية للأرمن الذي يقدم نفسه إلى جميع العالم كشعب "مظلوم ومضطهد". 
ونتوجه نحن اللاجئين والمشردين الذين اضطررنا إلى العيش في مخيمات اللاجئين منذ أكثر من 20 سنة نداء إلى جميع الشعوب المحبة للسلام، والمنظمات الدولية وقلوبنا تتعسر من الألم ، بجانب آمالنا العظيمة فيكم. حيث نثق بان منظمات دولية شهيرة مثل منظمة الأمم المتحدة، والمجلس الأوروبي، ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، والدول العظمى المحبة للسلام سترغم أرمينيا- تلك الدولة العدوانية التي لا تحترم القانون الدولي، والقيم البشرية- على الالتزام بمبادئ العدالة والحق، وإقامة العلاقات المدنية مع البلدان المجاورة لها. 
إن عدم تنفيذ أرمينيا إلى يومنا هذا الأربعة قرارات الصادرة عن مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة حول انسحاب القوات المسلحة الأرمينية من أراضي أذربيجان بدون شروط يعد قبل كل شيء تحدي للمجتمع الدولي وضربة حادة لنفوذ تلك المنظمة. 
وندعم الموقف العادل لجمهورية أذربيجان في تسوية النزاع، كما ندعم أيضا مساعي الدول الرائدة والمنظمات الدولية في إحلال السلام ، معتبرين أن النهج السياسي العدواني الأرميني المناوئ للمبادئ الأصلية للقانون الدولي هو الخطر الحقيقي للأمن والاستقرار والسلام ليس في المنطقة فحسب بل في العالم بأسره. 
ويتعين على المجتمع الدولي المتحضر أن لا يهمل هذا الواقع الذي لا مفر منها. 
ونؤكد ثقتنا مجددا بان المجتمع العالمي سيتبنى موقفا عادلا وموضوعيا، يتم من خلاله إعادة وحدة أراضي أذربيجان والاعتراف بالعدوان العسكري الأرميني على أذربيجان، كما سيعود أكثر من مليون لاجئ ومشرد إلى مسقط رأسه. 
مع الأسف ان دعم المعتدي وازدواجية المعايير في المواقف من الواقعة التاريخية والأحداث السياسية الحالية أصبح حقيقة مرة في أيامنا. ندين بشدة الخطوة الخاطئة المناوئة لحقوق الإنسان والديمقراطية لمجلس الشيوخ الفرنسي الذي تبنى مؤخرا قانون تجريم منكري "مجزرة الأرمن" الزائفة، وندعو بعض الدول والساسة إلى عدم الانسياق وراء الطموحات السياسية المغرضة، وإلى النظر إلى مجزرة خوجالي أدمى صفحة لتاريخنا القريب بدلا من تحريف وتحقيق الحقائق البحتة للتاريخ البعيد، ونناشد الجميع أن يؤيدوا العدالة من أجل المصير المقبل لعالمنا المتوتر.
وتم تبني هذا النداء في الاجتماع العام للاجئي ومشردي خوجالي الذي عقد في بلدة اشاغي اغجاكاند بمحافظة جورانبوي. 


جمهورية أذربيجان 
6 فبراير عام 2012 م 

Xocalı faciəsi 2012-02-21 14:49:00