مبارك عليك عهدك الجديد أيتها شوشا الحرة!
شوشا، 8 مايو، أذرتاج
اليوم هو الثامن من مايو وفي مثل هذا اليوم من عام 1992 وبعد احتلال مدينة شوشا من قِبَل التشكيلات المسلحة الأرمينية، أحيينا هذا التاريخ كيومٍ كُتِبَ بحروفٍ سوداء في تاريخ أذربيجان. وقد عشنا ثمانيةً وعشرين عاماً في شوق ولوعة إلى شوشا. وطوال تلك السنوات لم تصل أيدينا إلى تلك الديار الجميلة ولم يبلغ صوتنا مسامعها ولم تطأ أقدامنا ترابها الطاهر. وعلى مدار تلك السنوات التي تعادل عصراً بأكمله بقيت شوشا حاضرةً في ذاكرتنا وأحلامنا. واستذكرنا تاريخ الثامن من مايو دوماً كيومٍ فقدنا فيه أغلى ما نملك ويومٍ انكسر فيه كبرياؤنا فكان يوماً نحييه بالحزن والأسى العميقين. وقد عشنا ثمانيةً وعشرين عاماً على أمل اللقاء، في حنينٍ إلى مهد حضارتنا، مصدر فخرنا، وجميلة الجبال التي تغنّى بها الشعراء والملحنون بلا كلل.
وأما العدو فقد عمد خلال تلك السنوات إلى نهب وتخريب هذه المدينة التي تُعدّ مركزاً لتاريخ ومكانة أذربيجان الثقافية. وقد امتدت يداه إلى تاريخها وثقافتها وفنونها وقيمها الروحية كما سعى إلى تزوير تاريخها وانتزاعها منّا وادعاء ملكيتها لنفسه ولكنه فشل في ذلك فلم تنكسر شوشا خلال سنوات الاحتلال الثمانية والعشرين ولم تخضع، بل انتظرتنا نحن أصحابها الحقيقيين.
ونعم وقد عدنا إلى شوشا بعد 28 عاماً وعدنا بكل فخر وكشعبٍ منتصر ففي الثامن من نوفمبر عام 2020 سُجّل يومٌ جديد في تاريخ أذربيجان بفضل بسالة جيشنا المغوار تحت قيادة القائد الأعلى المنتصر فخامة الرئيس إلهام علييف وقد استُبدل يوم الاحتلال، 8 مايو، بيوم النصر 8 نوفمبر وفي اليوم الثالث والأربعين من حرب الوطن أعلن الرئيس والقائد الأعلى المنتصر إلهام علييف في خطابه إلى الشعب قائلا "بكل فخر واعتزاز أُعلن عن أن مدينة شوشا قد تحررت من الاحتلال! شوشا لنا! قره باغ لنا!" وقد ملأ هذا الخبر السار قلوب جميع الأذربيجانيين بالفرح والفخر.
ومع تحرر شوشا حلّت روحٌ جديدة ونَفَسٌ جديد في المدينة وها هي جراح السنوات الثمانية والعشرين تندمل شيئاً فشيئاً وتُبنى شوشا من جديد وتُعمر لتتحول إلى إحدى أجمل مدن العالم وتُرمَّم المعالم التاريخية والثقافية التي تعرّضت للهمجية الأرمنية وتُشيَّد المنازل ويعود أبناء شوشا الذين عاشوا سنوات في لوعة الغربة إلى ديارهم وها هي شوشا من جديد تستقبل زوّارها القادمين من جميع أنحاء العالم وتُبهرهم بهوائها النقي وطبيعتها الخلابة وقد عادت إليها أجواء الفرح والاحتفال وتصدح افتتاحية "كور أوغلو" مرةً أخرى في مضمار سهل جِدر دوزو كما تُقام في ربوعها مجدداً مهرجانات وفعاليات مثل يوم شعر واقف ومهرجان "زهرة الخاري بلبل" الدولي للموسيقى ويوم النصر في 8 نوفمبر.
ولم يعد شعبنا يحيي يوم الثامن من مايو بالحزن والأسى بل يحتفل اليوم بكل فخر واعتزاز بيوم الثامن من نوفمبر الذي كُتب بأحرف من ذهب في تاريخنا بوصفه يوم تحرير شوشا.
ومبارك عليك عهدك الجديد، أيتها المدينة الحرة شوشا!
وفد السلك الدبلوماسي يتجه إلى باكو عبر محطة سكة حديد أغدام
ممثلو السلك الدبلوماسي يزورون أغدام