الرئيس إلهام علييف يدلي بحديث صحفي لشبكة تلفزيون الصين الدولية في دافوس تحديث
باكو، 12 فبراير، أذرتاج
أدلى رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف بحديث صحفي في العشرين من يناير / كانون الثاني بدافوس لقناة شبكة تلفزيون الصين الدولية.
وبثت القناة المشار إليها الحديث الصحفي لرئيس الدولة في الحادي عشر من فبراير / شباط.
وتقدم وكالة أذرتاج نسخة موسعة من ذلك الحديث الصحفي.
المقدمة: السيد الرئيس أنا متشرفة من رؤيتك في دافوس من جديد.
الرئيس إلهام علييف: يسرّني أن أراك وأتذكر لقاءنا السابق وأشكرك على فرصة المحادثة مع جمهورك.
المقدمة: نحن نشكرك السيد الرئيس وكيف نجد تمنياتنا وخططنا في العالم متعدد الأقطاب؟ وأنا وطيدة الثقة في حصول تغيرات مستمرة ولكن ثمة جوانب أساسية فكيف ترى هذه القضايا؟
الرئيس إلهام علييف: جاءت أهم انجازات السنوات الأخيرة بالنسبة لبلدنا استعادة سلامة أراضينا وسيادتنا عليها بالكامل وقد حققنا ذلك بالاعتماد على معايير ومبادئ القانون الدولي وطبقاً لنظام الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي ويمكن القول بأن هذه كانت فكرتنا الوطنية خلال الفترة الممتدة 30 سنة وقمنا بتعبئة جميع جهودنا من اجل التوصل إلى هدفنا وإعادة بناء العدالة. وللأسف على أن معايير القانون الدولي لم تكن سارية المفعول ولم تكن المنظمات الدولية من المساعِدات لأن القرارات المتخذة من طرف عدد عديد من المنظمات الدولية ظلت حبراً على الأوراق فقط وتعين علينا أن نعالج ذلك بأنفسنا وان نعيد بناء العدالة وحدنا ويدل ذلك مرة أخرى على أن العالم في أمسّ الحاجة الآن إلى الاحترام الكامل بالالتزامات الدولية حقا.
المقدمة: واضح وأين ترى مكانة أذربيجان في العالم متعدد الأقطاب السيد الرئيس؟
الرئيس إلهام علييف: إننا في مكان كنا فيه منذ البادئ ذي بدء منذ استعادة استقلالنا وبنينا اقتصاداً قويا وعلى فكرة اقتصاداً مكتفٍ ذاتياً حيث أن مستوى الدين الخارجي مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي منخفض للغاية وهو عند 6.9 في المائة وبالاعتماد على هذا حققنا في المنطقة مشاريع واسعة النطاق بنت روابط فيها واتخذنا موقفا موثوقا في منطقة جنوب القوقاز وبحر الخزر التي نخص بها والبتة قد دافعنا دفاعاً قاطعا عن مصالحنا الوطنية ونمط حياتنا وسياستنا المستقلة وقد أحرزنا انجازات كثيرة ويسعني القول بان نموذج أذربيجان التي تعدّ حديثاً في خارطة العالم نسبياً كبلد يدافع عن مصالحه الوطنية ويقيم علاقات حسنة عبر العالم قاطبة يدل على أن المجتمع لو يسود عليه الاستقرار والوحدة فيمكنك أن تدافع عن مصالحك.
المقدمة: السيد الرئيس عندما ننظر إلى ما وراء حدود أذربيجان يمكننا أن نرى بلدك كلاعب دولي نشط للغاية وعلى سبيل المثال إنكم ترغبون في الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وبالمناسبة تجرون في الآونة الأخيرة محادثات مع الصين في هذا الموضوع كما أنكم استضفتم قمة المناخ العالمية التي كانت فعاليات ضخمة ويمكننا أن نواصل إيراد الأمثلة إلى هذه القائمة ومن الممكن أن نجد بوضوح الموقف النشط الذي تتخذه أذربيجان وأنا متأكدة السيد الرئيس من أن لديكم خططًا وتفكرون بعمق في كيفية المضي قدمًا.
الرئيس إلهام علييف: كنا نستهدف بلا شك إلى أن تحتل أذربيجان مكانتها على الخريطة السياسية والاقتصادية العالمية واستضافة مؤتمر المناخ الذي جمع حوالي 200 دولة كانت بمثابة تحدٍ كبير ومسؤولية كبيرة وفي نفس الوقت إنجازاً عظيما ولقد كان هذا المؤتمر تجسيدًا آخر لسياسة أذربيجان الخارجية المتنوعة حيث حظي ترشيحنا بدعم جميع الدول والمؤسسات المشاركة.
المقدمة: أهنئكم.
الرئيس إلهام علييف: يمكن القول بأن حوالي 200 دولة ومنظمة دولية دعمت ترشيح أذربيجان بالإجماع ورأسنا قبل ذلك لمدة 4 سنوات بنجاح حركة عدم الانحياز التي تضم 120 دولة وهي ثاني أكبر مؤسسة دولية بعد الجمعية العامة للأمم المتحدة وهذا يدل على أن سياستنا القائمة على الصداقة والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة تحظى بدعم حقيقي في الساحة الدولية فلذلك نحن قادرون على استضافة مثل هذا الحدث العالمي الدولي.
المقدمة: هناك كثير يتابعون باهتمام مناقشاتك الخاصة بالانضمام إلى منظمة التجارة العالمية وهذه عملية كبيرة أليس كذلك؟
الرئيس إلهام علييف: بلى.
المقدمة: لقد حان الوقت الآن حيث أصبحت الحمائية أكثر كثافة وأنت تشهد أيضًا استخدام بعض الاقتصاديات من أدوات التعريفات بل وحتى تطبيق تعريفات موحدة ضد اقتصاديات أخرى وفي نفس الوقت يتم تعطيل سلاسل التوريد العالمية إلى حد ما ولماذا الآن تعتقد أذربيجان فيه أن الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية أصبح مهماً بهذا القدر؟
الرئيس إلهام علييف: إن الإجابة موجودة في سؤالك في الواقع ولسنا بعد عضواً في منظمة التجارة العالمية على الرغم من أننا نشارك بنشاط في المفاوضات منذ سنوات طويلة بل يمكنني القول منذ عدة عقود وسبب عدم انتهاء هذه العملية بشكل منطقي هو بالضبط ما ذكرتموه الحمائية والمعايير المزدوجة والتعريفات الجمركية وكل هذه الأمور تتعارض مع القيم الأساسية لمنظمة التجارة العالمية حيث نرى أن الدول تطبق التعريفات الجمركية لحماية أسواقها وتستخدم أساليب الحمائية وذلك متعارض تمامًا مع مبادئ المنظمة.
ولهذا السبب نحن في طور المفاوضات ومع ذلك نقوم بتقييم الإيجابيات والسلبيات بعناية في نفس الوقت وأحد الأمور التي تثير قلقنا هو الموضوع الذي نناقشه الآن والآخر يتمثل في أن صناعتنا وإمكانياتنا التصديرية يجب أن تكون جاهزة جدا لذلك لأنه حتى الآن يتكون الجزء الأكبر من صادراتنا من مصادر الطاقة الأحفورية ولا حاجة إلى الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية لبيع هذه المنتجات في السوق والدولة تبيع سلعها في السوق.
وبالتالي فإن الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية ستزيد من المنافسة بفتح أسواقها للعالم ولكنها قد تضر في نفس الوقت بمصالح المنتجين المحليين وبذلك نوازن هذه العملية ونسعى للحصول على أقصى قدر من الشروط الإيجابية في عملية المفاوضات المستقبلية ولقد قلت سابقًا إن اقتصاد أذربيجان مكتفٍ ذاتيًا ولدينا أدنى مستوى من الديون الخارجية مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي واحتياطياتنا من النقد الأجنبي القابل للتحويل تتجاوز ديوننا الخارجية قدر 14 مرة ولذلك لا حاجة إلى أي امتياز إضافي ولا نريد أن نخسر ما نملكه ولكن في نفس الوقت إذا تم قبول جميع مقترحاتنا المتعلقة بالانضمام إلى المنظمة سواء في عملية المفاوضات مع الدول في إطار العلاقات الثنائية أو مع المنظمة بشكل عام أعتقد أن العملية ستسير بسلاسة أكبر.
المقدمة: كما أعرف إن فريق المفاوضات الأذربيجاني على اتصال مع فريق المفاوضات الصيني بما في ذلك في شهر يناير كانون الثاني وفقًا لأحدث الأخبار وألاحظ ردود فعل إيجابية من كلا الجانبين.
الرئيس إلهام علييف: نعم، هذه حقيقة لأنه كما تعلمون أصبحت الصين وأذربيجان رسميًا شريكين استراتيجيين العام الماضي وبعد لقائي مع رئيس الصين في الصيف الماضي تم اعتماد إعلان مشترك حول الشراكة الإستراتيجية وهي خطوة سياسية مهمة للغاية في علاقاتنا الثنائية والشراكة الإستراتيجية تعني ثقة متبادلة عالية المستوى وتعاونًا وثيقًا ونتمنى توسيع شراكتنا مع الصين ليس فقط فيما يتعلق بانضمامنا إلى منظمة التجارة العالمية بل في قضايا أخرى تشمل الانضمام إلى مختلف المنظمات الدولية أيضًا.
المقدمة: وهانا وصلنا معكم السيد الرئيس بالفعل إلى السؤال التالي ونرى أن أذربيجان تتمتع بصفة مراقب في منظمة شانغهاي للتعاون و تتخذون في الوقت نفسه خطوات نشطة للانضمام إلى مجموعة بريكس فبذلك كيف تنظرون إلى المناقشات المتعلقة بالجنوب العالمي من حيث الأمن والتجارة والتنمية الاقتصادية ووضع مربح للجميع؟
الرئيس إلهام علييف: وفيما يتعلق بمنظمة شانغهاي للتعاون فإن صفة بلدنا ليست بمراقب بل شريك في الحوار في الواقع وهذا يعكس إرادة قوية لتقارب أكثر من هذه المنظمة الدولية وبالطبع عندما تعمل مع المنظمات الدولية أو عند الرغبة في التقارب منها فإنك تنظر إلى تركيبة المنظمة والدول الأعضاء فيها وجميع الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة بريكس لديها علاقات ودية وصديقة جدًا مع أذربيجان وبالإضافة إلى ذلك فإن موقعنا الجغرافي وإسهاماتنا في تحقيق أهداف مشتركة في منطقة جنوب القوقاز وبحر الخزر سيكونان من المهم وبالطبع فإن القضايا التي نعمل عليها بنشاط مع الصين ودول آسيا الوسطى هي كذلك مشاريع الربط ولأن أذربيجان تقع بالفعل على الطريق من الشرق إلى الغرب مع بنيتها التحتية الحديثة للنقل وبالتالي يمكننا تقديم الكثير من المساهمات من حيث النتائج العملية.
إن الانضمام إلى منظمة ما هو بالطبع خطوة سياسية ولكن يجب أن يحظى ذلك الاقتصاد بدعم من مشاريع بنية تحتية عملية تربط البلدان ربطاً أكثر وبوجهنا جزء من الجنوب العالمي دافعنا عن مصالح الجنوب العالمي وبالمناسبة وبالعودة إلى كوب29 فكانت إحدى أفكارنا هي بناء جسور أقوى بين الجنوب العالمي والشمال العالمي ولأننا كدولة مضيفة كوب 29 لاحظنا أنه عندما يتعلق الأمر بقضايا المناخ فإن كلا الطرفين لا يثقان بعضهما في بعض إلى حد ما والحديث لا يدور فقط حول المناخ.
المقدمة: بالإضافة إلى ذلك فإن الفراغ كبير جدًا.
الرئيس إلهام علييف: صحيح.
المقدمة: ما هي الأشياء الأخرى التي لاحظتموها حتى الآن؟
الرئيس إلهام علييف: وعندما بدأنا نتعمق في قضايا تغير المناخ في الواقع لاحظنا وجود مستوى عالٍ من الاستياء في الدول التي تواجه تهديدًا وجوديًا بسبب تغير المناخ وجميعنا نعاني من هذا بما في ذلك أذربيجان ولكن هناك دول خاصة الدول الجزرية الصغيرة تواجه تهديدًا لوجودها وفي بعض الأحيان لا تُدرج قضاياها في جدول الأعمال ولكننا فعلنا ذلك وفي كوب29 التي عُقدت في باكو كان أحد أهم الفعاليات هو قمة الدول الجزرية الصغيرة النامية وقدمت أذربيجان فيها جدول أعمال طموح لدعم هذه الدول بشكل عملي ومن الواضح أنه بدون نهج مشترك من قبل الجهات الفاعلة الكبرى سيكون دعم هذه الدول والدول التي لا تملك الموارد المالية للتعامل مع قضايا المناخ أمرًا صعبًا وأعتقد أن مسؤولية الدول التي تتحمل هذا العبء عليها أن تبذل مزيداً من الجهد ويتوقع الجنوب العالمي بشكل موضوعي دعمًا أكبر من أغنى دول العالم.
المقدمة: كما أشرتم بشكل خاص السيد الرئيس كان هناك فراغ في التمويل وهذا الفراغ في التمويل كان مرتبطًا بالوعود السابقة التي لم يتم الوفاء بها من قبل الدول ذات الاقتصاديات المتقدمة للدول النامية ولكن يبدو أن العالم أصبح أكثر تناقضًا وأكثر انقسامًا وبعض يسمي هذا أيضًا بنقص في الثقة وفي هذه الفترة الانتقالية حيث يمكن أن تنخفض الثقة السياسية كيف يتخذ زعيمٌ قراراتٍ لبلده؟ وأعتقد أن الحديث يدور حول ضغوط جادة وتقييم شامل.
الرئيس إلهام علييف: أحسب أن أحد العوامل الرئيسية التي تجعل أذربيجان تشعر بالراحة في مختلف البيئات هو أننا قمنا بالفعل بالكثير من العمل فيما يتعلق بمسؤولياتنا ولقد بنينا اقتصادًا مستقرًا ولدينا نظام سياسي مستقر وننفذ عددًا كبيرا من البرامج الاجتماعية التي تحسّن مستوى معيشة الناس وتمكنا من خفض مستوى الفقر إلى حوالي 5 في المائة ونلعب دور وسيط معين بفضل الشراكة والعلاقات القوية مع مختلف الجهات الفاعلة الدولية.
لقد تحدثت بالفعل عن الشراكة الإستراتيجية مع الصين ولكننا وقعنا في نفس الوقت على بيانات شراكة إستراتيجية مع 10 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي ووقعنا على إعلانات التحالف مع تركيا وأوزبكستان وروسيا وهذا الاتجاه المتنوع في السياسة الخارجية لا يعتمد على السياسة فقط بل وعلى الجوهر أيضا ولدينا نتائج عملية وبرامج تعاون في كل مجال وكما هو الحال في الدول الأخرى فإن سياستنا الخارجية هي مجرد استمرار لسياستنا الداخلية وإن مساهمة أذربيجان في الاستقرار الإقليمي والسلام الإقليمي ليست في آسيا الوسطى وبحر الخزر وجنوب القوقاز فقط بل وفي جغرافيا أوسع تلقى تقديرا بالفعل من طرف الجهات الفاعلة العالمية والدولية.
وينص موقفنا على أنه إذا ارتكز كل بلد على جدول أعمالها الخاص فقط ولم يحاول التدخل في شؤون بلد آخر فلن تكون هناك نزاعات أو استياء أو حروب والسبب الوحيد لاستمرار وجود أوضاع غير مستقرة وسفك للدماء في جميع أنحاء العالم هو أن البلدان ذات الماضي الإمبريالي ترغب ببساطة في الاستمرار في التدخل والسيطرة وإملاء شروطها وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى المقاومة.
لقد نجحنا في حماية أنفسنا من التدخل في الشؤون الداخلية ولكن ليس كل بلد لديه القدرة على القيام بذلك وإذا كان بلد معتمدًا اقتصاديًا فمن الواضح أنه يملك فرصًا أقل لمقاومة التدخلات والدفاع عن مصالحه الوطنية والاقتصاد يشكل أساس كل شيء والأيديولوجيا والاقتصاد والأفكار الوطنية كل هذه العوامل معا أوصلت أذربيجان إلى المكانة التي تستحقها.
المقدمة: السيد الرئيس بما أنكم هنا منذ اليوم الأول لمنتدى الاقتصاد العالمي يمكنكم أن تشعروا بالقلق وعدم اليقين الكبيرين بشأن بضعة أسابيع وأشهر مقبلة وعلى سبيل المثال يفكر الناس في كيفية تأثير تغيير الإدارة في واشنطن على السياسات التي ستتبعها وكيف تنظر إلى عدم اليقين هذا وأسلوب الإدارة بهذا الصدد؟
الرئيس إلهام علييف: وملاحظاتي هي أن عدم اليقين الرئيسي موجود بين قادة أوروبا وأما أذربيجان فلا عدم يقين أيا كان لدينا ونتذكر الوقت الذي قاد فيه الرئيس ترامب الولايات المتحدة وكانت علاقاتنا تتطور بنجاح كبير بخلاف تدهور كامل لعلاقاتنا بسبب النهج غير العادل لإدارة بايدن تجاه أذربيجان خلال الـ4 سنوات الأخيرة وبذلك كانت تجربتنا السابقة في العمل مع الرئيس ترامب إيجابية للغاية ونتوقع أن هذه السنوات الأربع التي نعتبرها سنوات ضائعة في العلاقات الأمريكية الأذربيجانية ستصبح من الماضي وسنبدأ من جديد.
ولكن هناك عدم يقين كبير بل أستطيع القول إن هناك قلقًا كبيرًا بين قادة أوروبا والسبب بسيط جدًا ونعلم جميعًا كيف تعامل بعضهم مع السيد ترامب خلال السنوات الأربع الماضية عندما لم يكن رئيسًا ونعلم جميعًا مَن كان أغلبهم يدعمونه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وإذا نعرف هذا نحن فمن الواضح أن الرئيس ترامب يعرفه معرفة أفضل وأستطيع أن أقول إن هناك حالة إقصاء أولى بالفعل وهي رئيس وزراء كندا حيث إن كلمة واحدة من الرئيس ترامب عنه كانت كافية لجعله يقدم استقالته.
ولم يحصل هذا بسبب عمليات سياسية معينة فقط وقد حصل هذا لأن بعض قادة الغرب كانوا غير منصفين للغاية تجاه الرئيس ترامب ومن الواضح أنهم قلقون الآن لأن الوقت قد حان لتحملهم المسؤولية وهذا رأيي وقد أكون مخطئًا ولكنني لا أجد سببًا جديًا آخر للقلق بشأن التغييرات في الولايات المتحدة وأعتقد أن العالم يمكن أن يكون أكثر أمانًا ولم تبدأ الولايات المتحدة أية حرب خلال فترة ولاية الرئيس ترامب الأولى وإذا نظرنا إلى تاريخ الولايات المتحدة على مدى عقود قليلة على الأقل فهذه تجربة نادرة وأما بالنسبة لأذربيجان فنحن واثقون ومتفائلون.
المقدمة: وكيف ترى كمتابعٍ العلاقات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة؟ قبل حفل تنصيب السيد ترامب كرئيسٍ سابع وأربعين للولايات المتحدة تحدث رئيسا الصين والولايات المتحدة هاتفيا وتحدثا عن كيفية تعاون من أجل أمن وتنمية العالم وكيف ترى العلاقات المتبادلة بين البلدين اللذين يمتلكان أكبر اقتصادين في العالم؟
الرئيس إلهام علييف: نعم كان ذلك خبرًا جيدا للعالم أن زعيمي الصين والولايات المتحدة في اتصال من جديد.
المقدمة: وهل تعرفهما الاثنين معرفة كافية؟
الرئيس إلهام علييف: أعرف الرئيس شي بشكل أفضل لأنني اجتمعت معه عدة مرات وأما الرئيس ترامب فلم يكن لدي لقاء رسمي معه بل تصافحنا فقط ومع ذلك فإن هذا إشارة جيدة وإيجابية للعالم وللاقتصاد العالمي وللاستقرار لأن الصين والولايات المتحدة هما بلدان رائدان يمتلكان أكبر اقتصادين في العالم وبالطبع وجود توافق بينهما في قضايا مختلفة وتعاون وليس مواجهة سيكون لصالح جميع البلدان بلا شك فلذلك كنا ممتنين عندما بلغنا نبأ عن تلك المكالمة الهاتفية ونأمل أن تستمر عملية الشراكة الوثيقة هذه.
المقدمة: أتذكر أنه قبل بضع سنوات وفي منتدى الاقتصاد العالمي نفسه كان لي الشرف بتقديم جلسة نقاش حيث تحدثتم السيد الرئيس بتفصيل عن إمكانيات الممر الأوسط وتتذكرون ذلك العام أليس كذلك؟
الرئيس إلهام علييف: بلى البتة.
المقدمة: وكنتم مع زعماء السياسة والأعمال بالمنطقة وخارج حدودها.
الرئيس إلهام علييف: نعم.
المقدمة: ومضت السنوات فأخذ ذلك يتحقق من الرؤية.
الرئيس إلهام علييف: صحيح.
المقدمة: وعدد عديد من شركائكم بما في ذلك الصين إلى جانبكم زادوا من أهمية هذا الطريق وما هو فيه أهمية الممر الأوسط في رأيكم؟ ومع مشاركة الصين وبالطبع شركاء آخرين أعاد هذا الطريق إحياء المنطقة نوعًا ما وكيف يقدم هذا بديلًا للعالم القلق من التفتت؟
الرئيس إلهام علييف: نعم هذا بالطبع يقدم بديلًا وإنه يوفر فرصًا تجارية لأن موقف أذربيجان مما يتعلق بالممر الأوسط لا يقتصر على كونها بلد عبور وتحصيل رسوم عبور فقط بل وهدفنا إنشاء مؤسسات في الأراضي الأذربيجانية التي يمر بها الممر لمساعدة القطاع الخاص على الاستفادة منه وبالطبع منذ جلسة النقاش التي أشرتم إليها حدثت تطورات عديدة في هذا المجال بما فيها في العلاقات الصينية الأذربيجانية وكما ذكرنا سابقًا نحن شريكان استراتيجيان ولكن البنية التحتية للجزء الأذربيجاني من الممر الأوسط تم تحسينها في نفس الوقت أيضا والآن نرى أن هذه البنية التحتية المحسنة لن تكون كافية للسنوات الـ 3-5 القادمة.
المقدمة: نعم وأنا أجد أن لديكم أغراضا جديدة على الدوام.
الرئيس إلهام علييف: نعم هذا صحيح لأن هدفنا كان أن نملك قدرة تفريغ 15 مليون طن في الميناء التجاري لتكون تلك كافية لفترة العقود ولكننا ربما نتوقع استقبال 25 مليون طن من الشحنات خلال السنوات الـ5-6 القادمة وبذلك نمول في الوقت الحاضر توسيع مينائنا التجاري البحري وبنيتنا التحتية لسكة الحديد.
نحن نعلم أن مشاريع الربط في آسيا الوسطى تمولها الحكومة الصينية تمويلا رئيسيا وهناك طريق آخر إلى بحر الخزر يؤدي إلى أذربيجان ويجب أن نكون مستعدين له بالتأكيد وأنا واثق من أن مبادرة الرئيس شي جين بينغ "حزام واحد وطريق واحد" ستقدم فرصًا إضافية لجميع البلدان ومرة أخرى الحديث يدور حول الربط والفرص التجارية والاستقرار والأمن لأننا جميعًا نعتمد بعضنا على بعض وهناك مشاريع بنية تحتية مهمة تربطنا ويوفر هذا بيئة جيدة لحل مجموعة من القضايا بين البلدان سواء في إطار العلاقات الثنائية أو متعددة الأطراف.
المقدمة: الصين تتطور بسرعة في مجال التكنولوجيا الخضراء وبالطبع تشارك تجربتها مع العالم وأفهم أيضًا أن لديكم جدول أعمال أخضر نشط جدًا وعلى سبيل المثال هناك أعمال جارية على بعض محطات الطاقة بالتعاون مع الصين وكيف ينظر بلدكم الذي يمتلك مصادر طاقة أحفورية غنية واقتصادكم إلى الطاقة الخضراء؟
الرئيس إلهام علييف: أعتقد أن مسؤولية البلدان التي تمتلك مصادر طاقة أحفورية عبارة عن استثمار العوائد التي تحققها في التكنولوجيا الخضراء والطاقة الخضراء وهذا بالضبط ما نقوم به ولقد أنشأنا بيئة استثمارية جيدة للمستثمرين وهدفنا هو إنتاج 2 جيجا وات من طاقة الشمس والرياح بحلول عام 2027 وسيكون هذا الهدف بحلول عام 2030 6 جيجاوات وسيكون هذا ثورة في قطاع الطاقة في أذربيجان وأود أيضًا أن أشير إلى أن المستثمرين بما في ذلك الشركات الأجنبية التي تستثمر في هذه المشاريع والشركات المحلية من أذربيجان يستخدمون التكنولوجيا الصينية ويتم تصنيع الألواح الشمسية في الصين وتعمل فرقنا الآن على إمكانيات توريد الطاقة وقد حددنا أن أفضل البطاريات تُنتج في الصين وأهنئ المنتجين الصينيين بهذا النجاح الرائع لأن الحديث هنا يدور حول جودة المنتج وسعره ولا أحد يستطيع منافسة ذلك.
المقدمة: هذا واجب خاصة لبلدان الجنوب العالمي.
الرئيس إلهام علييف: نعم وتهتم الشركات الصينية الآن بالاستثمار في أذربيجان أيضا وليس بتقديم الخدمات والتكنولوجيا فقط وهذه العملية جارية بالفعل وقعنا مع كازاخستان وأوزبكستان على اتفاقية مد كابل طاقة عبر قاع بحر الخزر في مؤتمر كوب29 وبالتالي سنربط أذربيجان بآسيا الوسطى وربما بالصين عبر كابل الطاقة وفي مشروع آخر سيمتد خط كابل مماثل من أذربيجان إلى أوروبا عبر قاع البحر الأسود.
وهذا مشروع ربط آخر وإنه ممر للطاقة الخضراء وله إمكانات هائلة لأن إمكانات طاقة الرياح والطاقة الشمسية في أذربيجان معروفة بالفعل وهي تفوق بكثير ما يمكننا تخيله ولذلك نحتاج إلى أسواق وتكنولوجيا وتعاون لأن تنفيذ هذه المشاريع لا يمكن بدون التعاون بين الدول المجاورة وبالتالي فإن الإمكانات موجودة هنا وكما أشرتم إليه تلعب أذربيجان دورًا نشطًا للغاية في التحول الأخضر.
المقدمة: وكيف يكون أن أذربيجان والصين تكونان في اتصال بعضهما ببعض في كل مرحلة من العملية وهذا أمرٌ مدهش أليس كذلك؟
الرئيس إلهام علييف: بلى.
المقدمة: ويدرج كلا البلدين بعضهما بعضًا في خططهما على الدوام.
الرئيس إلهام علييف: لقد تحول هذا بالفعل إلى تآزر جيوسياسي جدي.
المقدمة: تحسّن الشراكة الإستراتيجية المذكورة الآن كل شيء.
الرئيس إلهام علييف: نعم هذا صحيح وقمنا مؤخرًا بإعفاء المواطنين الصينيين عن طلب الحصول على تأشيرة دخول وبذلك ليس المواطنون الصينيون مضطرين الآن إلى التقدم بطلب للحصول على تأشيرة الدخول حتى تأشيرة إلكترونية ونأمل أن يتمكن مواطنو أذربيجان قريبًا من الاستفادة من هذه الفرصة أيضًا وبالتالي سيزيد هذا من عدد السياح والاتصالات بين الشعبين وبالطبع ستلعب الدبلوماسية العامة دورها ونستخدم القنوات الدبلوماسية الرسمية والآن السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والربط ولكن الدبلوماسية العامة ستساهم كثيرًا في ذلك.
المقدمة: لدي سؤالان في الختام والأول يتعلق بالاقتصاد الصيني وكما تعلمون السيد الرئيس تتعاون أذربيجان والصين تعاونًا وثيقا خاصة في المجال الاقتصادي والتجاري والاقتصاد الصيني في مرحلة انتقالية وإنه يبحث عن نقاط نمو جديدة وفي نفس الوقت يتمتع بإمكانات كبيرة وما رأيكم في الوضع الحالي للاقتصاد الصيني وباعتباركم اقتصادًا في الجنوب العالمي ما الذي ترونه من طبيعة هذا الاقتصاد في الصين؟
الرئيس إلهام علييف: كما أعرفه وأنا لست على دراية عميقة بالخطط الجديدة ولكن بناءً على ما لاحظناه فإن الاقتصاد الصيني مستقر جدًا وهو عامل مهم في الاقتصاد العالمي وبالنسبة لبلد مثل أذربيجان التي تحتاج إلى أسعار مستقرة لأنواع الطاقة الأحفورية يُعد الاقتصاد الصيني عاملًا مهمًا أيضًا ومع تطور الاقتصاد الصيني بسرعة يزداد الطلب على أنواع الطاقة الأحفورية فلذلك نحن مهتمون بمواصلة نمو الاقتصاد الصيني ولكن هذا ليس بالأمر السهل لأن اقتصادك عندما ينمو عامًا بعد عام يصل إلى حجم أساسي معين وبعد ذلك يصبح من الصعب الاستمرار في زيادة الاقتصاد.
المقدمة: فتكون توقعات كبيرة جدا أيضا.
الرئيس إلهام علييف: نعم التوقعات كبيرة جدًا ولكنني واثق من أن الشعب الصيني الموهوب سيجد حلًا وأنا متأكد من أنهم قد وصلوا بالفعل إلى نقاط نمو جديدة لأن بلدكم رائدة في التكنولوجيا والعديد من الشركات الصينية تقدم خدماتها وتكنولوجيتها في أذربيجان وكما ناقشنا قبل قليل لا أحد يستطيع منافستكم في مجال التكنولوجيا الخضراء والمستثمرون لدينا الذين يمثلون شركات مختلفة من جميع أنحاء العالم يختارون التكنولوجيا الصينية لتركيب هذه السعات.
المقدمة: أشكر على الرد وسؤالي الأخير ويمكنني أن أقول إن العالم يتغير بسرعة ولكن السيد الرئيس يبدو لي كلما أتحدث معكم أن بلدكم قائم على أساس قوي جدا وماذا يعني هذا وليس عن نفسكم فقط بل وعن الزعامة التي توجد اليوم ولا سيما في الفترة التي تشهد حصول كل هذه التغيرات.
الرئيس إلهام علييف: إن الزعامة بالطبع مسؤولية كبيرة والأهم من ذلك أن الزعيم يجب أن يكون دائمًا عادلاً تجاه شعبه وسكانه ولا يجب أن تكذب أبدًا على شعبك وسيقدر الشعب ذلك تقديرا عاليا ويعِد أحيانًا زعماء يسعون إلى السلطة لأسباب سياسية معينة كثيرا من الوعود ثم لا يوفون بها مما يؤدي إلى خيبة الأمل وفقدان الثقة وهذا يؤدي إلى أزمات سياسية في أجزاء مختلفة من العالم.
أما بالنسبة لنا فقد كنت دائمًا أقول الحقيقة للشعب الأذربيجاني على مدار أكثر من عشرين عامًا وبغض النظر عما هل كانت هذه الحقيقة إيجابية أم سلبية وكنت دائمًا أقول لشعبي إننا سنستعيد العدالة وقد صدقني شعبي وبعد 17 عامًا في السلطة وفينا أخيرًا بوعودنا واستعدنا سيادتنا وسلامتنا الترابية وكرامتنا فلذلك نصيحتي للزعماء الذين يرغبون في كسب دعم الجمهور هي أن يقولوا الحقيقة دائمًا وبغض النظر عن الضغوط الدولية أو الإعلام الدولي وبغض النظر عما يقولونه عنك أو كيف يصفونك أو كيف يهينونك فافعل ما هو صحيح لبلدك وبهذه الطريقة ستكون أنت وبلدك قد حققتما النجاح.
المقدمة: وشكرًا لكم السيد الرئيس وكما تعلمون سيتم الاحتفال بالعام الصيني الجديد مباشرة بعد انتهاء منتدى الاقتصاد العالمي هذا العام وأود أن تشاركنا كلماتكم القلبية لأصدقائكم الصينيين والشعب الصيني العظيم بهذه المناسبة.
العام الصيني الجديد الذي يُطلق عليه اسم عيد الربيع أيضًا وهذا العام هو عام الأفعى وهو يتطلب من الناس أن يكونوا مرنين وهذه تقاليد.
الرئيس إلهام علييف: أود أن أهنئ الشعب الصيني بمناسبة العام الصيني الجديد وأن أتمنى لجميع أصدقائنا التقدم والسلام والاستقرار والسعادة أصبحت الصين وأذربيجان شريكين استراتيجيين منذ 6-7 أشهر وهذه شراكة عالية المستوى تعكس إرادتنا المشتركة لأن نصبح أصدقاء أفضل وانتهازا مني لهذه الفرصة أدعو أصدقائنا الصينيين لزيارة أذربيجان ولم يعد يتطلب منهم الحصول على تأشيرة دخول حيث يمكنهم ببساطة شراء تذكرة للزيارة ولرؤية كيف تتطور أذربيجان ولكسب أصدقاء جدد وأنا واثق من أن الاتصالات بين الشعبين ستجعل بلدينا وشعبينا أقرب بعضهما من بعض وكل عام وأنتم بخير!
المقدمة: شكرًا جزيلاً السيد الرئيس وأتمنى أن يكون هذا العام عامًا رائعًا للشعب الأذربيجاني أيضًا.
الرئيس إلهام علييف: شكرا جزيلا.
المقدمة: شكرا جزيلا.
رئيس أوزبكستان يتصل هاتفيا برئيس أذربيجان
النائبة الأولى للرئيس مهربان علييفا تنشر بمناسبة عيد نوروز
الرئيس إلهام علييف ينشر صورة بمناسبة عيد نوروز
الرئيس الهام علييف يقدم وسام "الشرف" لصاحبة غفاروفا – تــحــديــث