×
A
A
A
خيارات

الإعلامي المغربي جمال المحافظ: وكالات الأنباء العمومية مؤهلة أكثر من غيرها في خدمة المتطلبات الجديدة في مجال الصحافة والاعلام

الرباط، 9 ديسمبر، شعيب بغادى (أذرتاج)
في ظل احتلال الإعلام الرقمي لمكانة تجعله يفرض سلطته وسط الأجناس الإعلامية الأخرى من صحافة ورقية ومحطات إذاعية وتلفزيونية، وفي ظل ما بات يقدمه من زوايا مرافقة، خاصة تلك الإنتاجات التي تقوم على مبدأ الإثارة والأخبار الزائفة لدرجة التفاهة، باتت المؤسسات الإعلامية والمهنيون أمام إشكالية تعيق مسار تخصصهم القائم على العلم وعلى أسس ومبادئ تحترم الشروط وأخلاقيات المهنة.
وأمام هذا المعطى، كان لابد من تنظيم حلقات نقاش وندوات ومناظرات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، بغاية دق ناقوس الخطر وإعلان تكتل مهني قادر على مواجهة كل التحديات المطروحة، حيث تم مؤخرا بالمغرب تنظيم ندوة تفاعلية حول «التربية على وسائل الاعلام والاتصال.. رؤى متقاطعة» طالب المشاركون عبرها بإدراج مادة التربية الإعلامية في المقررات الدراسية.
ولمناقشة هذا الموضوع، أجرى مراسل وكالة أذرتاج بالرباط، مقابلة مع الإعلامي المغربي جمال المحافظ، مدير الاعلام السابق بوكالة المغرب العربي للأنباء، رئيس المركز المغاربي للدراس والابحاث في الاعلام والاتصال:
-كيف جاءت فكرة تنظيم هذه الندوة التفاعلية؟
تفاعلا مع سؤالكم، أود في البداية لبداية ان اتقدم لكم بالشكر على انشغال وكالكتم أذرتاج بهذا الموضوع الذى يهدف بالخصوص الى فتح نقاش عمومي، مدنى تساهم فيه مختلف الأطراف المعنية، وبحث السبل الكفيلة بالاستخدام الأمثل لتكنولوجيا الاعلام والاتصال، وتفادي انعكاساتها السلبية على التنشئة الاجتماعية، خاصة في ظل انتشار الأمية الأبجدية والمعلوماتية، والاسهام في الاتقاء بمستوى البيئة العامة للإعلام والاتصال، واستثمار ما توفره الثورة الرقمية من فرص إيجابية عوض تحويلها إلى وسيلة لنشر الأخبار والمعلومات المضللة، وتعميم التفاهة والتشهير وبث الكراهية.
- ما الأهداف من وراء هذه الندوة؟
اعتقد أننا بهذه الندوة أولا نرمى بحجرة في بركة اسنة من خلال اثارة الانتباه الى الوضعية والمآل، وتقديم مقاربات من زوايا متعددة، تتمحور حول بيئة المشهد الإعلامي والتواصلي على ضوء الثورة الرقمية وانعكاساتها على واقع الممارسة الإعلامية المهنية، باعتبار أن التربية على وسائل الاعلام، وإن كانت تكتسي أهمية استراتيجية لمستقبل المجتمع، فإنها تشكل بالمقابل، أداة لتمكين الأفراد من تحليل الرسائل الإعلامية وفهمها، بطريقة مسؤولة وواعية.
وذلك لكون الرهان اليوم، هو كيف يمكن مواجهة التحديات المتزايدة في عصر يهيمن فيه الإعلام الرقمي، بما يصاحبه من سيادة ملحوظة لإعلام الإثارة والتفاهة الامر الذي يتطلب ادراج التربية الاعلامية في المقررات الدراسية منذ السنوات الاولى من التعليم لتمنيع الاجيال الصاعدة من انعكاسات السلبة للثورة الرقمية.
- رسالتكم إلى وكالات الانباء العمومية؟
يبدو ان دور وكالات الانباء العمومية باعتبار الدور الذي تضطلع به في تقديم الخدمة العمومية، وتزويد زبائنها من صحافة مكتوبة واعلام سمعي بصري ومواقع اليكترونية ومختلف المؤسسات حكومية وقطاعات غير حكومية بالأخبار والمعلومات المتنوعة الموثوقة المصادر بشكل يومي ومتواصل، فإنها مؤهلة في نظري أكثر من غيرها، وهذا ما يقتضي ايضا تبادل التجارب والخبرات بين هذه الوكالات الاعلامية خاصة ما بين الوكالات الناشئة لخلق تكتل جديد يمكن من تنويع مصادرها عوض الاكتفاء بما تبثه الوكالات المهيمنة على سوق الاخبار.
ويبدو لي ان التفكير بالنسبة لوكالات الانباء الوطنية هو بحث السبل الكفيلة في تخصصات وبرامج بإمكانها ان تتلاءم مع المتطلبات الجديدة في مجال الصحافة والاعلام التي تفرضها التحولات التكنولوجية الجديدة.

مجتمع 2024-12-09 16:48:00