في فعاليات ما قبل "كوب29" في باكو:
الرئيس إلهام علييف يؤكد أن الجميع اليوم أمام مسؤولية تاريخية
بمناسبة فعاليات ما قبل الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 29) في باكو، و التي انطلقت اليوم بمركز حيدر علييف في موضوع "زيادة الطموح وتحفيز العمل المناخي"، ألقى إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان، خطابا تناول فيه مختلف الجوانب المرتبطة بمؤتمر الأطراف التاسع و العشرين، مؤكدا أهميته الكبرى كمحطة تطالب باعتماد مجهودات مشتركة و نبذ الخلافات، و ذلك من أجل خدمة البشرية في كل أقطار العالم، خاصة من هم في حاجة إلى دعم و مساندة، مبرزا استعداد أذربيجان الكامل من أجل إنجاح هذه التظاهرة الدولية و تقديم مختلف المشاريع الهادفة إلى تحقيق المبتغى المنشود خدمة للجميع.
- إليكم تفاصيل خطاب الرئيس إلهام علييف :
السادة الوزراء،
السيدات والسادة،
أرحب بكم في الحدث ما قبل " كوب 29 " في باكو
يؤثر تغير المناخ على البلدان في جميع القارات، ولكن الدول الجزرية الصغيرة النامية أكثر عرضة لهذه التأثيرات، كما يؤثر تغير المناخ سلبًا على طبيعة حياة الناس في جميع أنحاء العالم، ويشكل بالتالي زاوية تعوق التقدم في المضي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأذربيجان ليست استثناء هنا، حيث وفي كل عام نلاحظ نقص في منسوب مياه أنهارنا وانخفاض في منسوب مياه بحر الخزر، مما يجعل بلادنا تواجه أيضا مشكلة نقص المياه.
وسعيا للتغلب على هذه التهديدات، فإن أذربيجان تعتمد خطوات جريئة، مما يجعلنا نحقق بنجاح أولويتنا الاجتماعية والاقتصادية المتمثلة في "البيئة النظيفة والنمو الأخضر" على المستوى الوطني، حيث أعلنت أذربيجان عام 2024 "عام التضامن من أجل العالم الأخضر".
إن إمكاناتنا الوفيرة في مجال طاقة الرياح والطاقة الشمسية تمكننا من تعزيز أجندة الطاقة المتجددة، حيث تتمتع قره باغ و زانجيزور الشرقية، اللتان تم تحريرهما من الاحتلال وتم إعلانهما مناطق "طاقة خضراء"، بما يكفي من مصادر الطاقة المتجددة.
تستثمر أذربيجان أيضًا عائداتها من إنتاج النفط والغاز في الطاقة الخضراء، وهذا يؤكد بوضوح أن وفرة الطاقة الأحفورية لدينا لا تعيق جهودنا لتعزيز الأجندة الخضراء.
وتوضح أذربيجان، التي تبلغ حصتها في انبعاثات غازات الدفيئة العالمية 0.1 في المائة فقط، أن الدول التي لديها حصة أقل من الانبعاثات يمكنها تقديم مساهمات كبيرة في مكافحة تغير المناخ، إذ أن التزامنا بدعم العمل المناخي العالمي أدى إلى ترشيحنا لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، وإنني أعتبر الدعم الدولي لأذربيجان بالإجماع، دليلا على ثقة المجتمع الدولي ببلدنا، وعليه نحن فخورون بأن مؤتمر الأطراف " كوب 29 " وهو الأول في جنوب القوقاز والمنطقة الأوسع سيعقد في أذربيجان.
وعلى الرغم من الضيق الزمني، فقد تحملنا المسؤولية كاملة وحققنا إنجازات ملحوظة، حيث تضمن اللجنة المنظمة الشاملة لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، والتي تضم النساء وأعضاء البرلمان وممثلي المجتمع المدني، الاستعدادات الكاملة لتوفير ما هو مطلوب لتنظيم الحدث بنجاح في باكو، وذلك بشكل بناء وشفاف مع جميع الأطراف المعنية، مسترشدة بشعار "التضامن من أجل عالم أخضر"، حيث تتعاون رئاسة اللجنة المنظمة من أجل المصلحة العامة، من خلال القيام بزيارات عديدة والاستماع لآراء ومقترحات الجميع والأخذ بها.
لقد أعطينا الأولوية للتصدي للتحديات التي يفرضها تغير المناخ على الدول الجزرية الصغيرة النامية، وتعتبر أذربيجان أن من واجبها الأخلاقي مساعدة هذه الدول ودعمها ماديا وسياسيا، بما في ذلك المتعلق والمرتبط بمنظمة الأمم المتحدة.
ومن أجل المساهمة في ضمان استدامة هذه الجهود، تم إنشاء "ترويكا المناخ" من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة وأذربيجان والبرازيل كرؤساء لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، والتاسع والعشرين، ومؤتمر الأطراف الثلاثين على التوالي.
أعدت أذربيجان خطة عمل طموحة تتكون من 14 مبادرة تشمل السلام والتمويل ورأس المال البشري والمياه وعدد من القضايا الأخرى، كذلك وعلى خلفية التوتر الجيوسياسي القائم، فإن الحاجة والمطالب الملحة لـ "دعوة مؤتمر الأطراف لوقف إطلاق النار" تتزايد.
تجدر الإشارة إلى أنه في شهر سبتمبر من هذا العام، تم إحراز تقدم مهم في اتجاه البدء التشغيلي لصندوق الاستجابة للخسائر والأضرار في باكو.
ومع ذلك، فإن التحدي الرئيسي الذي يواجهنا، هو الاتفاق على هدف كمي جماعي جديد، عادل وطموح يلبي احتياجات الدول النامية والأقل نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية، الشيء الذي يحتاج إلى الزيادة في حجم الدعم المالي.
بصفتها رئيسة مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، لا تستطيع أذربيجان ولا أي دولة أخرى اتخاذ القرارات نيابة عن الآخرين، ويتمثل دورنا في توفير منصة لدعم المفاوضات، ونعتقد أننا نفعل ذلك بشكل محايد، كما أنه من الممكن أن تكون "مشاورات شاماخي" المبتكرة التي بدأتها أذربيجان بمثابة صيغة غير رسمية فعالة لمواصلة تطوير مفاوضات المناخ.
وبينما ندخل المرحلة النهائية من الاستعدادات لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، فإنني أحثكم على التعاون بشكل بناء وبحسن نية من أجل الإنسانية، ورغم أن الدول لديها مسؤوليات مشتركة ولكنها مختلفة، إلا أنه يتعين عليها أن تضع خلافاتها جانبا، وأن تتوقف عن إلقاء اللوم على بعضها البعض، وأن تتوصل إلى قاسم مشترك، فلا يحق لنا أن نهدر الوقت في محاولة معرفة من يتحمل المسؤولية عن الانحباس الحراري العالمي أو من يتسبب في المزيد من الضرر للبيئة.
وكما تم التأكيد مرارا وتكرارا، فإن مؤتمر الأطراف في باكو سيكون بمثابة اختبار حاسم للتعددية، ولا يجوز للمجتمع الدولي أن يتحمل الفشل، ولابد من التوصل إلى اتفاق بشأن هدف كمي جماعي جديد.
إنني أتطلع إلى تحقيق الاتفاقية التاريخية - "اتفاقية باكو" - في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، والتي ستسجل في التاريخ باعتبارها ستكون نجاحنا المشترك.
وهنا لا يسعني إلا أن أتطرق إلى حملة التشهير التي تقوم بها بعض المؤسسات الإعلامية والتي تهدف إلى تشويه صورة أذربيجان، حيث أن التصرفات والمحاولات غير مجدية، ولا يمكن أبدا أن تثنينا عن القيام بمهمتنا النبيلة في مكافحة الآثار السلبية لتغير المناخ.
يسعدني أن أرحب برؤساء الدول والحكومات في قمة قادة العالم للعمل المناخي التي ستعقد في باكو في الفترة من 12 إلى 13 نوفمبر للعمل معًا بروح التضامن من أجل عالم أخضر.
وختاما، أتمنى لكم مناقشات مثمرة تؤدي إلى نتائج ناجحة في باكو الشهر المقبل.
شكرًا لكم.
إلهام علييف
رئيس جمهورية أذربيجان
مدينة باكو، 9 أكتوبر 2024
الرئيس إلهام علييف يهنئ رئيسة المفوضية الأوروبية
نداء الرئيس إلهام علييف إلى المشاركين في منتدى التضامن السابع للمتطوعين الأذربيجانيين
الرئيس إلهام علييف يهنئ ملك إسبانيا فيليب السادس بالعيد الوطني لبلاده