×
A
A
A
خيارات

الأزمة في البحر الأحمر زادت أهمية ممر النقل الدولي الجديد "الشمال والجنوب" – تحليل

باكو، 27 يناير (اذرتاج)
بدأت الازمة في البحر الأحمر تؤثر سلبا على اقتصادات أوروبا. ان مهاجمة المتمردين الحوثيين على ناقلات النفط والسفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر تؤدي الى زيادة الأسعار في أوروبا وموجة جديدة من التخضم المالي فيها.
أفادت أذرتاج نقلا عن تقرير نشره مركز "اوكسفورد ايكونوميكس" للتحليل ان التأخر في وصول الشحن تسبب في التضخم المالي بنسبة 0.6 % في أوروبا ويصل حجم الخسائر الناتجة عنه في الاقتصادات الأوروبية الى ما يزيد عن 10 مليارات دولار.
من جانبها، أعلنت شركة "تيسلا"، وهي اكبر الشركات المنتجة للسيارات الكهربائية في الولايات المتحدة الامريكية، عن وقف نشاط بعض اقسام مصنعها في ألمانيا في 29 يناير، بسبب نقص قطع الغيار اللازمة.
وفي هذا السياق، أعلنت شركة "فولفو" لانتاج السيارات في السويد، عن وقف نشاط مصنعها في مدينة جينت في 2 فبراير، بسبب نقص المواد الضرورية.
بدورها، أعلنت شركة "DHL" الألمانية للخدمات اللوجستية والنقل، المتخصصة في نقل الشحن الدولي ان تكاليف النقل قد ارتفعت بسبب زيادة أسعار خدمات التأمين للشحن والسفن التي تعبر قناة السويس الى أوروبا بعد تدهور الأوضاع الأمنية في منطقة البحر الأحمر. كما تم التأكيد على ان الحين لاستخدام الطرق الجديدة قد حان.
قالت "اوكسفورد ايكونوميكس" في تقريرها ان المعلومات المذكورة آنفا مجرد الإشارات الأولية للاضرار في الاقتصادات الأوروبية. حذرت من تدهور الأوضاع بشكل اكثر في المستقبل القريب وناشدت للاستعداد لهذا.
وكل هذا يجعلنا القول ان أهمية ممر النقل الدولي "الشمال والجنوب" في التجارة العالمية تزداد. اصبح اليوم هذا الممر الدولي افضل طريق للنقل بين اسيا وأوروبا. تصل السفن الى أوروبا بعد قطع 14 الف كيلومتر بدء من ميناء ممباي الهندي عبر قناة السويس. وتستغرق هذه الرحلة 60 يوما. لكن اذا تحمل السفن المنطلقة من ممباي الحاويات الى ميناء جاباهار الإيراني فيمكن نقلها من هنا الى أوروبا عبر أراضي أذربيجان بالسكة الحديدية "قزوين – رشت – استارا (الإيرانية) – استارا (الأذربيجانية) التي تشكل جزءا رئيسيا لممر النقل الدولي "الشمال والجنوب". طول هذا الممر 7200 كيلومتر وتستغرق الرحلة 25 يوما. من المعلوم ان قصر المسافة يسبب في انخفاض تكاليف النقل أيضا.
وجاء في تقرير اعده مركز " Atlantic Council" للتحليل في واشنطن، ان الخدمات اللوجستية وطرق النقل الدولية هي احد العوامل الرئيسية التي تشترط التنمية الاقتصادية في العالم حاليا. يقال ان حجم التبادل التجاري بين اسيا وأوروبا في العقد القادم من السنين سيتجاوز 500 مليار دولار. وهذا يحتاج الى بنى تحتية دولية وجوهرية للنقل. والشرط الرئيسي في الخدمات اللوجيستية هو نقل الشحن في اقصر وقت ممكن وبشكل آمن وبأقل تكلفة. وتثير الشركات العابرة للقوميات والشركات الوطنية العملاقة لممر النقل الدولي "الشمال والجنوب" اهتمام الدول. اذا نقلت 10% من الشحن، الذي يتم نقله من اسيا الى أوروبا وبالطريق العكسي، عبر أراضي أذربيجان من خلال ممر النقل الدولي "الشمال والجنوب" فتكون أرباح أذربيجان في حجم 1.2 مليار او 2 مليار دولار سنويا. تملك أذربيجان بنية تحتية لازمة كبلد الترانزيت. ان السكك الحديدية والطرق البرية الموجودة بين أذربيجان وروسيا منذ أيام الاتحاد السوفييتي، كذلك السكة الحديدية باكو – تبيليسي – قارس ساهمت في زيادة إمكانيات النقل.
يجب الذكر ان مشروع ممر النقل الدولي "الشمال والجنوب" اطلق باتفاقية وقعتها روسيا وايران والهند في سانت بطرسبورغ عام 2000. ثم انضمت الى هذه الاتفاقية بيلاروس وبلغاريا وأرمينيا وكازاخستان وقيرغزيستان وسلطنة عمان وطاجكستان وتركيا وأوكرانيا.

اقتصاد 2024-01-27 15:07:00