×
A
A
A
خيارات

سلطان الجابر: مؤتمر كوب28 شمل كل جوانب العمل المناخي

باكو، 16 يناير (أذرتاج)
أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس كوب28، أن دولة الإمارات وبفضل دعم القيادة الرشيدة، نجحت في جمع العالم وتوحيد الجهود والوصول إلى توافق دولي وضعَ العالم على مسار العمل المناخي الصحيح، ونجح في التوصل إلى "اتفاق الإمارات" التاريخي الذي حظي بتوافق 198 طرفاً من جميع أنحاء العالم، وأرسى معايير جديدة للعمل المناخي العالمي، وقدّم استجابة طموحة لنتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم في اتفاق باريس تساهم في الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، حسبما قاله الوزير في حواره مع وكالة انباء الإمارات.
واستعرض الدكتور سلطان الجابر في حوار مع وكالة أنباء الإمارات "وام"، بعد مرور شهر على ختام كوب28، أهم نتائج المؤتمر الذي توصل إلى اتفاق تاريخي شمل الجميع وأرسى مفاهيم عملية ومنطقية للعمل المناخي وتم من خلاله تحديث "اتفاق باريس".. مؤكداً أن كوب28 حقق تقدماً جذرياً في تاريخ مؤتمرات الأطراف من حيث النتائج التاريخية ووفر الفرص المتنوعة للمجتمع الدولي.
وأكد الوزير أن كوب28 كان الدورة الأكثر احتواءً للجميع في مؤتمرات الأطراف حتى الآن، حيث مثَّلَ جميع الفئات والآراء في عملية صنع القرار، واتخذت رئاسة كوب28 إجراءات جريئة وحاسمة لتحقيق إنجازات تتجاوز بنود النص التفاوضي وبما يسهم في تحقيق نقلة نوعية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي عالمياً، إضافة إلى تطوير آليات التمويل المناخي، وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش.
وقال ان العمل بدأ منذ اختيار دولة الإمارات لاستضافة المؤتمر وذلك في ختام كوب28 الذي أقيم في مدينة غلاسكو بالمملكة المتحدة عام 2021، وأكد استمرار التنسيق والتعاون مع كلٍ من أذربيجان والبرازيل اللتين ستستضيفان كوب29 وكوب30 على التوالي، وذلك حرصاً على تنفيذ مُخرجات "اتفاق الإمارات" التاريخي.
وأضاف الوزير أن دولة الإمارات نجحت في تأمين توافق دولي تاريخي بين الأطراف، ودفع جهود العمل المناخي الدولي عبر "اتفاق الإمارات" التاريخي الذي يقدم خطة لتحقيق مستهدفات العمل المناخي لعام 2030، ويدعو الأطراف إلى تحقيق انتقال مُنظّم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، بهدف الوصول إلى الحياد المناخي وتخفيف تداعيات تغير المناخ.
وأوضح الوزير أن الاتفاق يشجع الأطراف على تقديم مساهمات محددة وطنياً تشمل كل قطاعات الاقتصاد، إضافة إلى استهداف زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة معدل تحسين كفاءة الطاقة سنوياً بحلول عام 2030، وبناء زخمٍ قوي لتأسيس هيكل جديد للتمويل المناخي.
وأكد أن المؤتمر حقق إنجازات استثنائية تجاوزت بنود النص التفاوضي التاريخي الذي أقره الأطراف، حيث تم تحقيق تقدم في العديد من المجالات التي تدعم العمل المناخي، بما فيها جمع وتحفيز تعهدات مالية تفوق 85 مليار دولار، والتوَصّل إلى اتفاق تاريخي بشأن معالجة الخسائر والأضرار الناتجة عن تداعيات تغير المناخ، ودفعْ جهود تحقيق الهدف العالمي لـ "التكيّف"، كما أطلق مبادرات رائدة بشأن تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة.
وقال الوزير لوكالة انباء الإمارات :"إنه على الرغم من التشكيك في قدرة دولة نفطية على استضافة مؤتمر المناخ، إلا أن ردّنا كان بالتركيز على العمل والإنجاز لتحقيق النتائج المنشودة وصنع تغيير جذري إيجابي، وهذا ما قمنا به بالفعل، حيث نجحت الإمارات بأن تقدم للعالم نموذجاً متفرداً في العمل الاستباقي من أجل حماية البشرية وكوكب الأرض".
وذكر أن كوب28 شهد زخماً سياسياً إضافياً واهتماماً إعلامياً كبيراً لأن العالم كان يترقب نتائج أعمالنا، لذا، تجاوز عدد الإعلاميين الذين قاموا بتغطية فعالياته 5 آلاف صحفي وإعلامي من مختلف أنحاء العالم، كما استقبلت المنطقة الخضراء أكثر من 545 ألف زيارة، واستقبلت المنطقة الزرقاء ما يزيد على 400 ألف زيارة على مدار أسبوعَي كوب28.
وأضاف أن عدد الموفدين المسجلين رسمياً الذين حضروا فعاليات كوب28 بلغ نحو 85 ألف شخص، أي ما يفوق ضعف حضور مؤتمر كوب21 في باريس، ليصبح الأكبر تاريخياً بين مؤتمرات الأطراف بمن فيهم 178 من أهم القيادات الدولية هم 156 رئيس دولة وحكومة و22 قائداً لمنظمات دولية، إضافة إلى أكثر من 780 وزيراً، و500 عمدة ورئيس بلدية، وما يزيد على 50 ألف طالب، وآلافٍ من المعنيين الرئيسيين، منهم برلمانيون، وشباب، وممثلو شركات تجارية ومؤسسات خيرية ومنظمات للمجتمع المدني والشعوب الأصلية، ليشكل كوب28 أكثر دورات مؤتمرات الأطراف مشاركة واحتواءً للجميع.
وأكد أن رئاسة كوب28 ركزت خلال المؤتمر على تعزيز دور القطاع الخاص في مواجهة تغير المناخ من خلال "المنتدى المناخي للأعمال التجارية والخيرية"، الذي شهد إطلاق أكثر من 20 مبادرة، والتعهد بتقديم 7 مليارات دولار لدعم العمل المناخي وجهود الحفاظ على التنوع البيولوجي، لافتاً إلى أن المنتدى شهد حضور أكثر من 1300 من الرؤساء التنفيذيين للشركات ورواد الأعمال التجارية والخيرية في العالم إلى جانب عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات، وتضمن برنامج عمله الذي امتد على مدار يومين 34 جلسة عامة و19 حلقة نقاشية.
وأضاف الوزير أن الأطفال والشباب قدموا "إعلان العدالة المناخية"، الذي شارك في إعداده أكثر من 750 ألف شاب، وتسلّمَتْه معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع، رائدة المناخ للشباب في كوب28، كما اتفق الأطراف على قيام جميع رئاسات المؤتمرات المستقبلية بتعيين رواد المناخ للشباب، دعماً لإعلاء أصوات وآراء الشباب والأطفال واحتوائهم في العمل المناخي ومنظومة عمل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وأشار إلى أن دولة الإمارات نجحت عبر استضافة القمة الأمريكية الصينية الإماراتية خلال كوب28 ، في توفيق الآراء بشأن مستهدفات خفض انبعاثات غاز الميثان وغازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري على المدى القريب، مع الإعلان عن تمويل بأكثر من 1.2 مليار دولار لدعم جهود خفض انبعاثات غاز الميثان وغازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون في الدول النامية.
وقال سلطان الجابر إن استضافة كوب28 في دولة الإمارات حظيت بأهمية كبيرة، نظراً لأن تداعيات تغير المناخ تؤثر بشدة في منطقة الشرق الأوسط التي تتميز ببيئتها الصحراوية وشُحّ المياه وظروف جوية قاسية مثل العواصف الرملية، مما يتطلب أن يكون للدولة والمنطقة دورٌ فاعل في صياغة وبناء المستقبل.
وأوضح أن مؤتمر الأطراف كوب 28 يسهم في دعم الاقتصاد الوطني عبر نقل المعرفة وتطوير التقنيات الخضراء المبتكرة في دولة الإمارات، إضافة إلى ترسيخ مكانة الدولة مركزاً للاستثمارات الخضراء، بالتزامن مع إيجاد قطاعات اقتصادية جديدة.
ولفت إلى أن كوب28 شهد إقرار أول تعاون ثلاثي رسمي "ترويكا" مع رئاستَي مؤتمرَي الأطراف القادمَين كوب29 في أذربيجان وكوب 30 في البرازيل لتحفيز تنفيذ "اتفاق الإمارات".

أخبار عالمية 2024-01-16 15:25:00