×
A
A
A
خيارات

الرئيس الأذربيجاني يهنئ الشعب الاذربيجاني بمناسبة يوم التضامن الاذربيجاني العالمي وعيد رأس السنة

تقدم وكالة أذرتاج النص العربي للخطاب الذي وجهه الرئيس الاذربيجاني إلهام علييف الى الشعب بمناسبة يوم التضامن الاذربيجاني العالمي وعيد رأس السنة:

"أبناء الشعب الأعزاء.
ينتهي عام 2023. قد شهد بلدنا عام 2023 عددا كثيرا من الاحداث المهمة في حياته. واستعادة دولتنا سيادتها (الكاملة) من بين هذه الاحداث ستبقى ابديا في ذاكرة الشعب الاذربيجاني. نتيجة عملية مكافحة الإرهاب، التي استغرقت يوما واحدا، استعادت أذربيجان كامل سيادتها وتمكنت من طرد قوات الاحتلال من أراضيها ودمرت جيش العدو وعتادها القتالي واغتنمت جزءا منها. وأريد أن أهنئ الشعب الاذربيجاني برمته، مجددا، من صميم القلب بمناسبة هذا الحدث التاريخي.
عند انتهاء الحرب القراباغية الثانية عام 2020 رفع علم أذربيجان في شوشا وأراضينا المحررة الأخرى، كنا نعلم ان هدفنا لم يتحقق بالكامل بعدُ. كان من الواجب على أذربيجان ان تستعيد سيادتها بالكامل، وفعلت هذا في نهاية المطاف.
كنا نسعى الى تحقيق هذا الهدف سلميا خلال 3 سنوات مضت. كنا نعتقد ان قيادة أرمينيا قد تستخلص دروسا صحيحة من الحرب القراباغية الثانية. لكن هذا لم يحدث، للأسف. ولم تنفذ أرمينيا خلال هذه السنوات الثلاث التزاماتها، بل، بالعكس، ارتكبت اعمالا استفزازية جديدة ضدنا. ولم تسحب من قراباغ جيشها (عداده 15 ألف مجند) المنتشر بشكل غير قانوني في أراضينا. عكس ذلك، جلبت الى قراباغ أسلحة جديدة وذخائر وعتادا قتاليا وألغاما إضافية وواصلت اعمالها الإرهابية ضدنا من خلال زرع الألغام.
بالتأكيد، لم نرضخ لهذا الأمر. وحذرنا مرارا قيادة أرمينيا وبلدان الغرب، الواقفة الى جانبها، بمغبة استمرار هذا الوضع. كانت مطالبنا هي أن يعلن الكيان الانفصالي حله وينسحب جيش أرمينيا من أراضينا بالكامل. عكس ذلك، نحن قادرون على استعادة سيادة أراضينا بالقوة. للأسف، تجاهلوا كلامنا. واسفرت عملية مكافحة الإرهاب، التي شُنّت في التاسع عشر من سبتمبر واستغرقت يوما واحدا، او اقل منه، عن الانتصار الكامل للجيش الاذربيجاني. في النتيجة، انهار الكيان الانفصالي وركع أمامنا ورفع الراية البيضاء عند استسلامه وتم طرده ابديا من أراضينا وألقي الى مذبلة التاريخ. هكذا اقتلعنا جذور الانفصالية في أذربيجان ولن تعود النزعة الانفصالية - تلك الآفة تظهر في أراضينا.
اظهر الجيش الاذربيجاني مجددا المهنية والبطولة بينما قدم جنودنا وضباطنا نماذج التفاني. أسأل الله تعالى الرحمة لجميع شهدائنا. ستبقى ذكراهم الخالدة في قلوبنا. يجب أن أبلغكم ان دماء شهدائنا لم تذهب هدرا. وأخِذت في ساحة القتال الثأر لجنودنا وضباطنا ومواطنينا المدنيين وضحايا خوجالي الذين استشهِدوا إبان الحربين القراباغيتين الأولى و الثانية وكذلك اثناء عملية مكافحة الإرهاب.
كنا قد استعدنا بالكامل وحدة أراضينا في شهر ابريل عام 2023. انشأنا نقطة تفتيش حدودية في اتجاه لاتشين الواقعة في الحدود بين أذربيجان وأرمينيا. منذ هذا اليوم استعدنا بالكامل وحدة أراضي أذربيجان. ويتذكر الشعب الاذربيجاني جيدا اننا شهدنا كم من الضجة أثيرت ضدنا في العالم، خاصة في الدول الغربية، التي هي واقفة الى جانب أرمينيا وتدعمها دوما، واجهنا اتهامات غير مبررة. لم يؤثر أي اتهام وضغط على ارادتنا. كما قلت حينذاك انه لا يمكن أحدا ان يؤثر على ارادتنا. نحن نسير في طريق صحيح، واستعدنا السيطرة على حدودنا ولن نطلق لأيّ أحد العِنان في أراضينا. هذه أراضينا ونحن أصحاب هذه الأراضي وسننفذ كل ما يلزمنا في إطار القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. لم يتلقّن المحتلون والقوى المؤيدة لهم ضد أذربيجان اية دروس من هذا. لذلك كانت عملية مكافحة الإرهاب في سبتمبر أمرا لا مفر منه. ونفذنا هذه العملية، ونفتخر بها ونعتز بها. ويفتخر كل مواطن اذربيجاني في العالم بهذا على حق.
تحولت قره باغ وزنكزور الشرقية الى ميدان كبير لأعمال البناء اليوم. نعيد بناء مدننا وقرانا وعاد هذا العام حوالي 5 آلاف نازح الى ديارهم (في الأراضي المحررة). احتفل سكان قرية تاليش بعيد النيروز في شهر مارس هذا العام. في شهر أغسطس شهدت مدينة فضولي وقرية زابوخ (المحررتان) الاحتفاليات. قد عاد النازحون الى مدينة لاتشين في هذا العام أيام الاحتفاليات بيوم الاستقلال. شهدت لاتشين الاحتفال بعيد كبير في الـ28 من مايو لهذا العام. قبل ذلك، أعيد إسكان النازحين في قرية اغالي. حاليا انتعشت الحياة في 5 مناطق سكنية.
يجب الذكر ان النازحين واللاجئين سيعودون الى عدة مناطق سكنية أخرى عام 2024.
وأريد أن أبشّرهم اليوم بأن قرى كركيجاهان وماليبايلي وتورشسو سيتم ترميمها بالكامل وسيعود النازحون اليها خلال السنة القادمة. في الوقت ذاته، سيعود سكان خوجالي وخانكندي الى بيوتهم خلال العام.
إلى جانب ذلك، ستكون عدة مناطق سكنية أخرى جاهزة لاستقبال النازحين العائدين إليها خلال السنة المقبلة. نحن أصحاب هذه الأراضي نبنيها ونعمرها. نحن أبناء الشعب البنّاء. دمر الأرمن جميع أراضينا خلال 30 عاما مضى ودمروا جميع البيوت والمباني التاريخية ومساجدنا، وارتكبوا ضدنا إبادة وفي الوقت ذاته الإبادة العمرانية والإبادة البيئية. قد تلوثت انهارنا وقطعت غاباتنا. ودولة أرمينيا فعلت كل هذا. لكن المؤسف انهم لم يواجهوا حتى الآن أية إدانة في الغرب.
توجد اليوم في الغرب معايير مزدوجة. يعرفه الشعب الاذربيجاني جيدا وفي الوقت ذاته، يعلم جيدا اننا سنفعل كل ما نجده لازما، على الرغم من كل الضغوطات والتهديدات والاتهامات غير المبررة. هكذا فعلنا وسنفعل فيما بعد أيضا. يجب على قيادة أرمينيا ان تستخلص الدروس من هذه الأحداث وأن تتصرف بشكل لا يثير حفيظتنا.
مارسنا في هذا العام سياستنا في مجال الاقتصاد بنجاح. ويسمح سياسة الاقتصاد المستقلة لنا بألا نكون معتمدين على احد وعلى اية مؤسسة مالية دولية. والآن لسنا خاضعين لها.
لقد عززنا جيشنا لدرجة كبيرة وتعزز الجيش مهنيته وانشئت تشكيلات مسلحة جديدة وأظهرت هذه التشكيلات المسلحة بجلب التشكيلات المسلحة الأخرى بمهنية كبيرة في عملية مكافحة الإرهاب. تم شراء الأسلحة والعتاد الجديدة وتم التوقيع على صفقات (سلاح) جديدة. ينبغي لي القول ان حجم الإنتاج الحربي المحلي سيشهد زيادة كبيرة في العام المقبل. سيوظف القطاعان العام والخاص على السواء استثمارات بقيمة مليار مانات على الأقل في صناعة المنتجات العسكرية. هكذا سنلبي حاجتنا الى الوسائل الرئيسية، كذلك ستتحول أذربيجان الى بلد اهم (في هذا المجال) على الصعيد العالمي وسيزيد حجم وعدد منتجاتنا العسكرية زيادة كبيرة.
ان نفوذنا على الصعيد الدولي يزداد يوما بعد يوم. اتخذت كل دول العالم باتفاق الآراء في ديسمبر قرارا عن انعقاد أكبر مؤتمر دولي أي مؤتمر كوب29 في أذربيجان في العام المقبل. وهذا مؤشر على الاحترام الكبير والتقدير الذي يبديه المجتمع الدولي لنا. في الوقت ذاته، هو تقييم كبيرة لتحولنا الى الطاقة الخضراء. ان التحول الى الطاقة الخضراء مسألة أولوية لنا وتم تدشين أكبر محطة الطاقة الكهربائية المتجددة للمنطقة في أذربيجان في هذا العام. اندمجت محطة الطاقة الشمسية بقوة 230 ميجاوات بالكامل مع نظام الطاقة عندنا. بموجب الصفقات ومذكرات التفاهم الموقعة، ستنشأ خلال عدة سنوات قريبة في أذربيجان أنواع الطاقة المتجددة ومصادر الطاقة بقوة 10 آلاف ميجاوات. ستكون أذربيجان في صفوف الدول الرائدة في هذا المجال أيضا. بالتأكيد، فإن انعقاد مؤتمر كوب29، ذلك المؤتمر الدولي المكرس لتغير المناخ مؤشر واضح على انجازاتنا في هذا المجال.
أعلِن العام الماضي "عام حيدر علييف" في أذربيجان. احتفل البلد بذكرى مئوية ميلاد الزعيم القومي. انا احتفيت بهذا اليوم العزيز اليّ أي ميلاد والدي في شوشا. في خطاب وجهته من الميدان المركزي لشوشا الى الشعب، نقلت كلماتي من صميم القلب وقلت ان أكبر دليل على احترام لذكرى الزعيم القومي هو افعالنا. اعتقد ان علم الدولة الذي رفعتُاه في اغداره وعسكران وخوجاوند وخوجالي وخانكندي في الخامس عشر من أكتوبر مؤشر على أكبر احترام لذكرى الزعيم القومي. ان الاستعراض العسكري للنصر في الميدان المركزي لمدينة خانكندي في 8 نوفمبر دليل على أكبر تقدير لذكرى الزعيم القومي.
يفتخر اليوم جميع الاذربيجانيين في العالم وعلى حق، بوجود أذربيجان المستقلة. واليوم يحتفل الاذربيجانيون في العالم بيوم التضامن الاذربيجاني العالمي في أجواء جديدة. منذ 3 سنوات، ويعيش الاذربيجانيون في العالم بحماسة، كإخوتهم في أذربيجان، ورؤوسهم مرفوعة.
ان نصرنا التاريخي -أي النصر في الحرب القراباغية الثانية وعملية مكافحة الإرهاب وتحررنا من قوات الاحتلال وحل الكيان الانفصالي يحشد كل الاذربيجانيين كقبضة واحدة. كانت "القبضة الحديدة" رمزا لملحمتنا للنصر. كما ان "القبضة الحديدة" هي اليوم رمز لوحدتنا أيضا. اريد ان أؤكد شعب أذربيجان وجميع الاذربيجانيين في العالم على ان "القبضة الحديدة" ستبقى دوما في مكانها (في حماية الوطن).
الاخوات والاخوة الأعزاء، أتمنى لكم موفور الصحة ودوام النجاحات. أتمنى أن يأتي عام 2024 بالنجاح لبلدنا وشعبنا.
كل عام وانتم بخير!

أخبار رسمية 2024-01-01 00:02:00