×
A
A
A
خيارات

تيدروس غيبريوس: وتتفاوض الحكومات على أول اتفاق عالمي للحماية من التهديد الذي تشكله الجوائح

باكو، 29 ديسمبر (أذرتاج)
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريوس في رسالة نشرها بمناسبة نهاية عام 2023.
قال غيبريوس فيها ان عام 2023 كان عام الأحداث البارزة والتحديات في مجال الصحة العامة العالمية. ففي مايو، أعلنتُ نهاية تصنيف جائحة كوفيد-19 حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا. وشكّل ذلك نقطة تحول للعالم بعد ثلاث سنوات من الأزمة والألم وفقدان الأرواح في كل مكان. اعرب المدير العام عن سعادته من عودة الحياة إلى طبيعتها.
كما قال في رسالة تنشر اذرتاج جزء منها نقلا عن النسخة العربية لموقع المنظمة ان منظمة الصحة العالمية أعلنت أن فاشية جدري القردة لم تعد تمثل حالة طوارئ صحية عالمية، موضحا : "ووافقنا على لقاحات جديدة للملاريا وحمى الضنك والتهاب السحايا، وهي أمراض تهدّد ملايين الأفراد في العالم، ولا سيما أكثرهم ضعفا."
وقال أذربيجان وطاجيكستان وبليز أعلنت خلوّها من الملاريا، وتمكنت بلدان عديدة من القضاء على مجموعة من أمراض المناطق المدارية المهملة، ومنها مرض النوم في غانا، ومرض التراخوما في بنن ومالي والعراق، وداء الفيلاريات اللمفي في بنغلاديش ولاو. وبلغت مسيرة القضاء على شلل الأطفال- وهو مرض آخر يمكن الوقاية منه باللقاحات- شوطها الأخير. وطرح ثلاثون بلدا آخر لقاح فيروس الورم الحليمي البشري بالتزامن مع تقدّم العالم نحو القضاء على سرطان عنق الرحم.
وغدت معالجة الآثار الصحية لأزمة المناخ تحظى بالاهتمام على أعلى المستويات السياسية، إذ وضعت الحكومات والعلماء والمناصرون الصحة، لأول مرة، في صدارة جدول أعمال الاجتماع الثامن والعشرين لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وأصدروا إعلانا عالميا بشأن المناخ والصحة.
والتزم رؤساء الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتعزيز التغطية الصحية الشاملة والقضاء على السل وحماية العالم من الجوائح في المستقبل.
كما جاء في رسالة: "وأظهرت هذه الإنجازات، وكثير غيرها، نجاعة العلم والحلول والتضامن في حماية الصحة وتعزيزها. لكن عام 2023 كان أيضا عام معاناة وتهديدات جمة للصحة يمكن تجنبها. وخلفت الهجمات الوحشية التي شنتها حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر نحو 1300 قتيل وأكثر من 200 رهينة. ومما يؤسف له أن هناك تقارير تفيد بارتكاب عنف قائم على النوع الاجتماعي ضد الرهائن وإساءة معاملتهم. وأعقب ذلك شن هجوم مدمر على غزة، أسفر عن مقتل أكثر من 000 20 شخص - معظمهم من النساء والأطفال - وإصابة أكثر من 000 53 شخص. وفي الوقت ذاته، تعرضت المستشفيات والعاملون الصحيون لهجمات متكررة، في حين أن جهود الإغاثة بعيدة عن تلبية احتياجات الناس. وحتى يوم 22 ديسمبر، كانت 9 مرافق صحية فقط من أصل 36 مرفقا في غزة تعمل جزئيا، ولا تقدَّم أبسط الخدمات سوى في أربعة من تلك المرافق في الشمال." ناشد غيبريوس مرة أخرى إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وجاء في الرسالة: "ومن المحزن أن كثيرا من المواقع الأخرى في جميع أنحاء العالم ابتُليت بويلات الحرب والأعمال العدائية المسلحة، ومنها السودان وأوكرانيا وإثيوبيا وميانمار، على سبيل الذكر لا الحصر. وقد رأيت بأم عيني معاناة الأشخاص الذين أنهكتهم الحرب في شمال غرب سوريا والذين تعرضوا، مثل المجتمعات المحلية التي زرتها أيضا في تركيا المجاورة، لزلزال رهيب في فبراير. بدون سلام، لن تكون هناك صحة، وبدون صحة لا يمكن أن يكون هناك سلام. وقد أدى انعدام الأمن والفقر والافتقار إلى المياه النظيفة والنظافة الصحية إلى انتشار الأمراض المعدية في كثير من البلدان.
وتبعث عودة ظهور الكوليرا على القلق بوجه خاص، في ظل تسجيل عدد قياسي من حالات تفشي المرض تجاوز 40 حالة في جميع أنحاء العالم.
وفيما يتعلق بالتأهب والاستجابة لحالات الطوارئ، لا تزال هناك فجوات في استعداد العالم للوقاية من الجائحة التالية.
لكن عام 2024 يتيح فرصة فريدة لمعالجة هذه الفجوات.
وتتفاوض الحكومات على أول اتفاق عالمي غير مسبوق لحماية المجتمعات المحلية والبلدان والعالم من التهديد الذي تشكله الجوائح.
ويُعكف على وضع اتفاق بشأن الجوائح لسد الفجوات في التعاون والتآزر والإنصاف على الصعيد العالمي.
ويمثل الاتفاق، والخطط الرامية إلى تعزيز اللوائح الصحية الدولية، إجراءات هامة تتخذها الحكومات لتهيئة عالم أكثر أمنا وأوفر صحة."

مجتمع 2023-12-29 15:50:00