×
A
A
A
خيارات

منظمة الصحة العالمية تعلن عن خطط لتسريع إتاحة لقاحات السل

باكو، 18 يناير (أذرتاج)
سلّط الأثر السلبي لجائحة كوفيد-19 على خدمات مكافحة السل الضوء على الحاجة الملحة إلى بذل جهود من أجل تطوير اللقاحات. وأعلن الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (المنظمة)، في معرض كلمتها اليوم في وقت سابق خلال حلقة نقاش رفيعة المستوى بشأن مكافحة السل في المنتدى الاقتصادي العالمي، عن خطط لإنشاء مجلس جديد معني بتسريع إتاحة لقاحات السل.
وسيُيسّر المجلس إصدار تراخيص لقاحات السل المستجدة الفعالة واستخدامها لتحفيز التنسيق الرفيع المستوى بين الممولين والوكالات العالمية والحكومات والمستخدمين النهائيين، وذلك لتحديد العقبات التي تحول دون تطوير لقاحات السل والتصدي لهذه العقبات.
وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس إن "من بين أهم الدروس المستفادة من الاستجابة لجائحة كوفيد-19 أنه يمكن تنفيذ تدخلات صحية مبتكرة بسرعة كلما حظيت هذه التدخلات بالأولوية لدى صانع القرار السياسي ومُولت تمويلا كافيا". وأردف قائلا "صحيح أن السل وكوفيد-19 يطرحان تحديات مختلفة، بيد أنهما يشتركان في العناصر التي تسرع العلوم والبحث والابتكار في كل منهما: تسخير استثمارات عامة عاجلة مقدما؛ والاستفادة من دعم الأعمال الخيرية؛ ومشاركة القطاع الخاص والمجتمعات المحلية. ونرى أن مجال مكافحة السل سيستفيد من تنسيق مماثل رفيع المستوى".
وعلى الرغم من أن البلدان قطعت التزامات جريئة بالقضاء على السل بحلول عام 2030، في إطار أهداف التنمية المستدامة، و استراتيجية المنظمة للقضاء على السل، والإعلان السياسي لعام 2018 بشأن مكافحة السل، فليس ثمة ما يدل على تباطؤ هذا الوباء. ففي عام 2021 (بالإنكليزية)، أصيب نحو 10.6 مليون شخص بالسل وتوفي 1.6 مليون شخص بسبب الإصابة بالسل. ولا تزال مقاومة الأدوية تطرح مشكلة رئيسية، حيث يصاب نحو نصف مليون شخص بالسل المقاوم للأدوية كل عام.
ويوجد حاليا لقاح وحيد مضاد للسل حصل على الترخيص، وهو لقاح عصيات كالميت غيران (BCG). ولئن كان هذا اللقاح قد أثبت نجاعة معتدلة في الوقاية من الأشكال الوخيمة من السل لدى الرضع والأطفال الصغار، فإنه لا يمنح الحماية الكافية للمراهقين والبالغين، الذين يمثلون نحو 90٪ من حالات الإصابة بالسل على مستوى العالم.
ووفق دراسة أجريت مؤخرا بتكليف من المنظمة بعنوان "جدوى الاستثمار في لقاحات السل الجديدة" (بالإنكليزية)، يقدّر أنه يمكن للقاح يظهر فعالية بنسبة 50٪ في الوقاية من المرض في أوساط المراهقين والبالغين أن يساهم على مدى 25 عاما في تجنب نحو 76 مليون إصابة جديدة بالسل، و8.5 مليون حالة وفاة، و42 مليون دورة من العلاج بالمضادات الحيوية، و6.5 مليار دولار أمريكي من التكاليف التي تواجهها الأسر المتضررة من السل، خاصة في أوساط الفئات الأكثر فقرا وضعفا.
ويمكن للقاح يظهر فعالية بنسبة 75٪ أن يؤدي إلى تجنب نحو 110 ملايين إصابة جديدة بالسل و12.3 مليون حالة وفاة. وتشير الدراسة كذلك إلى أن كل 1 دولار أمريكي يستثمر في لقاح فعال بنسبة 50٪ يمكن أن يدرّ عائدا اقتصاديا قدره 7 دولارات أمريكية من حيث تجنب التكاليف الصحية وزيادة الإنتاجية.
وفي وقت لاحق من هذا العام، سيلتقي رؤساء الدول والحكومات في اجتماع الأمم المتحدة الثاني الرفيع المستوى بشأن مكافحة السل لاستعراض التقدم المحرز في الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في الإعلان السياسي لعام 2018. وسيتيح هذا الاجتماع فرصة مهمة لتدارك النكسات في الاستجابة للسل، والتعجيل بتطوير لقاحات جديدة للسل وطرحها.

أخبار عالمية 2023-01-18 10:04:00