×
A
A
A
خيارات

قرية "قالا" رحلة عبر التاريخ

باكو، 2 مارس (أذرتاج)
تتميز قرية قالا بتاريخها الغني من بين المناطق السكنية لابشيرون. تثبت الابحاث الاثرية والمعلومات العمرانية ايضا ان تاريخ بناء القرية يعود الى أقدم العصور. كما يبدو من اسمها اشتقت الكلمة من كلمة عربية "قلعة".
ليست قالا مكانا تاريخيا فحسب بل هي تراث لا مثيل له لبناء المدن للعمران الشعبي لابشيرون. نظرا لهذا اعلنت ارض القرية محمية حكومية تاريخية اثنوغرافية عام 1988. مساحة المحمية أكثر من 200 هكتار، تقع هنا 243 أثرا تاريخيا عمرانيا (المساجد والحمامات والاودانات والمباني السكنية والفرعية والخ.).
الحصن المشيد على الهضبة في القرن الرابع عشر مركز تاريخي للقرية. دمر برجه في العهد السوفييتي. وصل الى ايامنا بقايا سور القلعة ومسجد الجامع المجاور لها والعائد الى القرون الوسطى فقط.
الفناء الداخلي لمسجد الجامع مغطى بالقبة ذات الطاق. وصل الى ايامنا هذه الطريق المؤدي من تحت المسجد الى شرفة التحتربة. حسب كلمات السكان المسنين ان الطرق التحتية تمتد الى مسافة على بعد عدة فدانات من المسجد.
تطورت في القرية من القدم الزراعة وتربية المواشي. القرية شهيرة ببطيخها الاحمر وبطيخها الاصفر. نوع الغنم قالا معروف في اذربيجان برمتها. يوجد هنا نوع خاص للحيصان ايضا.
وجدت الخصائص المميزة للمبادئ العامة لبناء المدن في ابشيرون عكسها في قالا. انشئت المباني السكنية للقرية في القرنية الثامنة عشرة والتاسعة عشرة. تشبه البيوت بالقلعة المغلقة وهي محاطة بالحيطان المرتفعة المؤلفة من الوحدات المونوليتية العملاقة.
يقع في ضاحية القرية في بيت من البيوت متحف الاثنوغرافيا. تعمل بئر الماء في الفناء. يشبه فناء المتحف ببيوت قالا الاصلية للمباني السكنية وكذلك الفرعية. جمعوا هنا الاحجار التي عليها نقوش وكتابات ابيغرافية لابشيرون.
يمكن العثور على النحاسيات والثيراميك وآلات العمل والمستلزمات الخاصة بالقرية من بين مقتنيات المتحف الاثنوغرافية.
توجد أكثر مقتنيات آلات الدرَّاسة عددا في اذربيجان في متحف قالا (عددها 19). كانت تطعم سطح الوحة الخشبية بشظايا الصوان. كانت الحيصان تجر اللوحة. كانت تستخدم هذه الآلة القديمة التي بلغتنا من العهد الحجري الحديث حتى القرن العشرين ايضا.
تتميز المنشآت الفرعية بعمرانها المنفرد. على الحيطان المرتفعة والخالية من النوافذ حفرات مختلفة ويتم تكييف الهواء عن طريق النواتئ الواقعة في مركز الاسقف المخروطة الشكل.
يكاد ان يعثر على المنشآت القائمة على الاسس المربع وذات الأسقف المقببة في كل العقارات. كانت تحتفظ هنا اساسا العلف المجفف والني والخ.
كانت في ارض القرية عدة حمامات. اكتشف أحد منها من تحت الارض قبل قليل قرب البحيرة. كانت تعد ان البحيرة المالحة ذات الخصائص العلاجية.
كانت في القرية عدة آبار واودانات لتخزين المياه الجوفية. يقع الاودان الاقدم في ارض القرّافة. تم حفره في عهد الشاه عباس الثاني. ويعزى الى عام 1665. اما الدرج المحفورة في الصخرة فتؤدي الى مصدر الماء.
توجد في ارض القرافة عشرات من المباني. من المحتمل انها كانت لتخزين العلف السيلاوي. لكن ليس من واضح غرض إنشاء الغرف لتخزين العلف السيلاوي بين المقابر بالذات. ان هذه المباني التي عرضها يتراوح بين 10-7 أمتار شيدت من الحجر على قاعدة ارتفاعها 3-4 أمتار تحت الارض وتم تغطيتها من الفوق بالقبب.
ان المباني التذكارية الواقعة في القرافة القديمة لقالا تستلفت النظر الخاص من حيث العمران التاريخي والفنون الجميلة. يتم العثور على مقابر من انواع مختلفة تعكس المناسك المختلفة الى جانب المقابر التقليدية في مساحة صغيرة الى حد ما. تنم عن تقاليد الشعب وتبلغ المعلومات الزمنية والتاريخية.
توجد في القرافة كثير من المقابر بشكل السراديب المغطاة ببلاطات الحجر الكبيرة بشكل "الدولمينات" الصغيرة. لا توجد اية نقوش عليها كما كان دائما. ان بعض المقابر محاطة بالاحجار الموزعة في الشكل الدائري. لم تتجه وجوه المقابر بالكامل شطر المسجد الحرام حسب التقاليد الاسلامية.
يعزى تاريخ ضريح "محمد" الى عام 1624/1625. تحتفظ آثار طلقات الرصاص على جدرانه. قتلوا في هذه القرافة اهل القرية رميا بالرصاص بسبب احتجاجهم على الحكم السوفييتي عام 1930.
اما الضريح الآخر الذي له سرداب فيرجع تاريخه الى القرن الثامن عشر.
يتم العثور هنا على مقابر مزدانة بالكتابة العربية النباتية والزخارف المحفورة بشكل المصطبة.
شيدت الاضرحة في شكل الخيمة. اعيد انشاء أحد منها. كانت عادة بناء الخيمة على الراحل منتشرة عند الشعوب التركية. ربما تستمد مثل هذه المقابر من هذه العادة القديمة.

ثقافة 2022-03-02 16:32:00