×
A
A
A
خيارات

أرمينية التزوير ضد أذربيجان: تصنيفه وأسس نقده المفاهيمية

باكو، 29 أبريل، أذرتاج

مصطلح أرمينية التزوير أوسع من مصطلح التزوير الأرمني ويُفهم على أنه عملية تنطوي على عدد من القضايا الأخرى. تعتبر هذه مرحلة أكثر خطورة وأنها تلعب دور قاعدة لتحقيق مطالبات للاستيلاء على أراضي الآخرين أو التهديدات الحقيقية.
حددت الانتصار في الحرب الوطنية وخريطة الطريق المجربة وظائف مهمة أيضاً لنا. إذا كان من الممكن قول ذلك، فيجب تحرير القيم الأخرى لأذربيجان والتي تم تزويرها أو الاعتداء عليها من قبل الأرمن، باستخدام هذه التجربة.
عبر المدير العام لمعهد التاريخ في الأكاديمية الوطنية للعلوم في أذربيجان الدكتور في العلوم التاريخية والبروفيسور كريم شكوروف عن هذا الرأي لوكالة أذرتاج.
قال البروفيسور: "لقد لعبت الكنيسة الأرمنية الغريغوريانية دوراً شاملاً في أرمينية التزوير ضد أذربيجان. عزز هذه الكنيسة موقعها مع نقل مركزها إلى أراضي أذربيجان في عهد دولة قره غويونلو (1441). الأهم من ذلك، أن الكنيسة الأرمنية الغريغورية قد تمكنت من الدخول إلى جغرافية أذربيجان. لعبت هذه الكنيسة دوراً مهماً في تثبيت إعادة توطين الأرمن في الأراضي الأذربيجانية في معاهدة تركمانشاي لعام 1828.
القضية المركزية لأرمينية التزوير ضد أذربيجان هي الاستيلاء على التراث المسيحي في أذربيجان. فقدت الحضارة المسيحية دعمها السياسي السابق، باستثناء بعض المؤسسات السياسية التي ظهرت هنا بعد إلغاء الدولة الألبانية من قبل الخلافة العربية (705م.). وهكذا، فإن استيلاء الأرمن على التراث المسيحي الأذربيجاني قد تم بطريقة أكثر ملاءمة وعملاً. احتلت المجموعة من الأعمال التاريخية والقانونية التي تعكس الذاكرة والهوية التاريخية الألبانية المكان الرئيسي في هذا الاتجاه. في المقام الأول هنا كتاب موسى كالانكاتوكي "تاريخ ألبانيا". كما تعرض عمل مخيتار غوش حول ألبانيا والقضاء الألباني والقانون الألباني وعمل كيراكوس غاندزاكيتسي في التاريخ لمثل هذا التزوير. بدأت المقاومة الأولى لهذه العملية التي نفذها الأرمن اعتباراً من عام 1860 بشكل منهجي، تتشكل بعد مائة عام فقط، في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين ونفذت أبحاث ضياء بونيادوف وفريدة محمدوفا وغيرهما من العلماء الأذربيجانين بعض الأعمال نحو تشكيل منصة علمية جادة في هذا الصدد.
تشكل العمارة الألبانية جانباً آخر للعدوان الأرمني على التراث المسيحي لأذربيجان. بالطبع، تعد الآثار المسيحية الألبانية مجالا رئيسيا في هذا. على الرغم من أنه مجال مختلف عن التراث الكتابي إلا أن نفس النهج يتبين هنا. ظهرت المقاومة الأولى للاستيلاء على الآثار المسيحية الألبانية في وقت متأخر أيضاً نسبيًا. نشأ وضع جديد في هذا المجال مع "مفهوم الصليب الحجري" الذي طرحه داود أخوندوف في الثمانينيات. في الوقت الحاضر، تحتل أعمال البروفيسوره كولشاوهره محمدوفا مكانة هامة في مجال العمارة الألبانية.
سعى الأرمن إلى هدف آخر من خلال استيعاب التراث الألباني وتغيير جوهره. إنهم استولوا على تاريخ ألبانيا والمؤسسات السياسية اللاحقة، وخاصة تاريج ممالك قره باغ التي يسمونها بقايا "الدولة الأرمنية". وهكذا، أرادوا حرمان أذربيجان من فترة مهمة من التطور التاريخي والادعاء بأنها لا جذور لها في هذه الأراضي. بينما كُتبت أعمال مهمة عن الجغرافيا التاريخية لألبانيا، لم تتم دراسة المؤسسات السياسية في فترة ما بعد العهد الألباني، بما في ذلك تاريخ الممالك بشكل كافٍ في أذربيجان. من السمات الفريدة للثقافة الأذربيجانية أنها تمكنت من إحداث نهضة فريدة في مجال الحضارة الإسلامية، وكذلك في مجال الحضارة المسيحية. بالنظر إلى طبيعة التزوير الأرمني، فإن هذا لم يغب عن الانتباه. أصبحت الحضارة الإسلامية في أذربيجان هدفا لهم أيضاً. مثل هذا الادعاء الذي يعود تاريخه إلى عام 1877، له تاريخ مثير للغاية. لأول مرة، يواجه التقليد الأرمني مقاومة في الوقت المناسب. كتب حسن بك زردابي في عدد 17 فبراير 1877 من جريدة "أكينجي": قامت صحيفة "مشاك" الأرمنية المنشورة في مدينة تيفليس بترجمة المقال الصادر في عدد 24 لجريدتنا عن طبيعة أصلية لعيد الأضحى ونشرته. تكتب الجريدة الارمينية "هل ترى قط أن الإنسان الذي درس العلم في عصرنا يمكن أن يحفز الناس على الذهاب إلى مكة والتوصل إلى فكرة الوحدة الإسلامية وهل هذا فكرة الوحدة الإسلامية مقبولة؟ باختصار تكاثرت في الحديث من هذا النوع وتقول أخيرًا: .. أعطونا أرضنا التي احتللتموها بالقوة في الماضي و ثم اذهبوا وبنوا الاتحاد الإسلامي في الصحاري حيث ظهر فيها الإسلام تحاول أن توحدوا القبيلة المغولية (معني هذا التعبير هو أن هذه القبيلة تعتبر غير كفؤة من قبل الأوروبيين)... ". يواصل حسن بيك زرديبي: قائلاً "إن السيد أرسوروني (اسم رئيس تحرير الجريدة المذكورة)، إذا كنت محقاً في قولك إن عصرنا هو عصر العلم، وفي هذه الحالة فإن الأرمن أكثر حماسًا لدراسة العلوم منا ولكن ... في غضون مئات السنين نحن جيران للأرمن والآن لا عيب على سيادتك أنك تخلق عداوة بيننا ... "(أكينجي. باكو، 1979، ص. 320).
إن اختلاس التراث التاريخي والثقافي لأذربيجان من خلال التزوير الأرمني لا ينتهي عند هذا الحد. كما تُبذل الجهود لاستيعاب القيم الأخرى للإنجازات الأذربيجانية - الأسماء الجغرافية والسجاد والموسيقى والمطبخ وإلخ. يعد جانب آخر من جوانب أرمينية التزوير هو تشويه تاريخ أذربيجان بالمبالغة في تاريخ أرمينيا. يحتل "التاريخ الأرمني" لموفسيس خورناتسي مكانة خاصة في هذه القائمة. في هذا الكتاب تم التعبير عن مطالبة الأرمن بالأراضي الأذربيجانية بالتفصيل لأول مرة. تمت دراسة جوهر اختراع خورناتسي بشكل منفصل من قبل المؤرخة الأمريكية من الأصل الأرمني وأستاذة جامعة كولومبيا نينو غارسويان. وأنها تتحدث عن تاريخ أرمينيا في القرن الرابع (من المثير للاهتمام أنها توضح في هذه المقالة مصطلحي "أرمينيا" و"الولاء") وتكتب أن تفسيرنا للأحداث يعتمد على المصادر الأرمينية فقط. يعكس المشاهد التي يصفها بافستوس بوزاند أو موفسيس خورناتسي أحلامهم الشخصية حول إمكانية وقوف أرمينيا الموحدة أو غير الموحدة والحرة أو غير الحرة ضد إيران الزرادشتية... بالنسبة لنا أن صحة هذا المنظر بالنسبة للقرن الخامس أيضاً غير مهم الآن. المهم بالنسبة لنا هو أنه يشوه حقيقة القرن الرابع، عندما لم تكن أرمينيا موحدة ولم تكن غريبة عن العالم الفارسي.
يشير المؤرخون الأذربيجانيون في الغالب إلى هذه الفكرة. في الوقت نفسه، تم تسليط الضوء على انتقادات خوريناتسي.
ومن السمات المهمة في أرمينية التزوير التاريخي أن الأرمن فضلوا استغلال فرص بعض الدول أو الباحثين الأجانب مقابل خدمات معينة لتحقيق أهدافهم. ومن التجارب التاريخية لذلك فترة الخلافة العربية. هذه السياسة لا تزال مستمرة. يعتبر "البحث" المؤيد للأرمن من قبل باحثين أجانب جزءاً من أرمينية التزوير التاريخي. من المؤسف أنه في بعض الأحيان لا يحظى جوهر هذه القضية بالاهتمام الكافي. أنا فقط أريد أن أعطي مثالاً. في أذربيجان، استند جميع الباحثين الذين يناقشون إعادة توطين الأرمن في ما يسمى بـ "المقاطعة الأرمنية" إلى كتاب رجل الدولة الروسية إيفان إيفانوفيتش شوبان (1798-1870) وهو أحد أقارب المؤلف الموسيقي الشهير فريدريك شوبان (1810-1849) صدر الكتاب المذكور في عام 1852 ("التذكار التاريخي لوضع الولاية الأرمنية في عهد انضمامها إلى الإمبراطورية الروسية. ساكنت بطروسبورغ،1852"). صحيح أن هذا الكتاب يقدم معلومات حول توطين الأرمن، لكنه من الناحية المفاهيمية يستند إلى أن تاريخ هذه الأراضي هو أرمينيا. على الرغم من أن تصوير المنطقة على أساس الدراسات الميدانية نفذ في 1829-1832، إلا أن نشرها فقط في عام 1852 يدل على شيء آخر.
في الآونة الأخيرة، اكتسب فيكتور شنيريلمان أكثر شعبية بين أولئك الذين يتحدثون باسم الأرمن. انتقد البروفيسورة زمرود غولوزاده شنيرلمان بشكل منطقي. هناك الكثير مما يجب عمله في هذا المجال أيضاً.
وهكذا يمكن القول باختصار إن الاتجاهات الرئيسية لأرمينية التزوير التاريخي ضد أذربيجان كانت على النحو التالي: الاستيلاء على التراث المسيحي لأذربيجان؛ تزوير الحضارة الإسلامية لأذربيجان؛ استيعاب القيم التاريخية والثقافية الأذربيجانية؛ تشويه الدور التاريخي لأذربيجان من خلال الإشادة المصطنعة بالأرمن في إطار التاريخ الأرميني والأدب الآخر؛ تنظيم دعاية ضد التراث التاريخي لأذربيجان من خلال الدول الموالية للأرمن والباحثين الأجانب.
يتضح من ذلك أن الاحتيال الأرمني ضد أذربيجان هو عمل مبرمج راسخ. ومن الضروري تطوير وتنفيذ منصة مفاهيمية تستند إلى الخبرة المكتسبة في جميع المجالات لمكافحتها بشكل فعال. وبالتالي، سيكون من الأكثر فعالية القضاء على الاحتيال الأرميني الحالي ضد أذربيجان ومنع عمليات احتيال جديدة ".

علم وتعليم 2021-04-29 01:37:00