×
A
A
A
خيارات

الرئيس إلهام علييف يلتقي المدير العام للإسيسكو والوفد المرافق له (تم تحديثه)

باكو، 13 يناير (أذرتاج)
التقى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف مع المدير العام للإسيسكو سالم بن محمد المالك والوفد المرافق له.
في البداية رحب الرئيس بالضيوف وأعرب عن شكره على هذه الزيارة وزيارة الأراضي المحررة من الاحتلال. قال الرئيس: "بلغوني انكم زرتم أمس المنطقتين الاذربيجانيتين اللتين تم تحريرهما من الاحتلال خلال الحرب وشاهدتم بأم أعينكم الوضع هنا. كل شيء دُمر بالكامل. كنا على علم بهذه الاعمال إذ كانت لدينا مشاهد معينة تعكس الأوضاع في الأراضي التي كانت في الاحتلال. لكننا، بصراحة، لم نتخيل مدى نطاق الدمار الكبير هناك. وهذا يدل على ان البلد الذي كان يواصل احتلال أراضينا كان يريد طمس آثار الثقافة الأذربيجانية ومحو تراث الشعب الاذربيجاني. نفهم بوضوح ان هذا الدمار والخراب ارتكب بعد الحرب القراباغية الأولى، ولم يرتكب اثناء الحرب الأخيرة. لأن مثل هذه الدرجة من الدمار والخراب لا يمكن فعلها إبان الحرب. وكل هذا ارتكب بعد الاحتلال وذلك لإبادة كل شيء خاص بالشعب الاذربيجاني وللحيلولة دون عودة الاذربيجانيين في المستقبل. وهذا يظهر مرة أخرى ان أرمينيا كان لها هدف واحد خلال مواصلة المحادثات منذ 30 عاما وهو مماطلة المحادثات وإفشالها وحققت هدفها. لأن المحادثات أجريت خلال الثلاثين سنة دون نتائج بالكاد. كانت فقط محادثات وزيارات وتصريجات، دون اية نتيجة. وكل هذا أتاح للمعتدي فرصة لمحاولة تغيير تاريخ والانتماء الثقافي والديني للأراضي المحتلة.
سياسة الاستيطان غير القانوني جريمة حرب. انهم ما كانوا يخفون قط هذه السياسة في الفترة الأخيرة للاحتلال. كانوا يقومون بجلب الناس الأرمن الأصل من مختلف انحاء العالم لتوطينهم في مدينة شوشا القديمة الى جانب الأراضي الأذربيجانية التاريخية الأخرى. كانوا يغيرون أسماء مدننا وقرانا، حتى مظاهر المعابد المسيحية. كانوا يحرّفون أصل الإرث الديني لشعب أودين القديم الذي يعتقد الدين المسيحي في أذربيجان. كانوا يحولون كنائس ألبانيا القوقازية القديمة الى كنائس ارمينية. هكذا كانوا يرتكبون اعمالا إجرامية عديدة.
كما تعرفون بشكل يقين من ان أذربيجان بدأت تقييم الاضرار. أي سيتم تقييم الاضرار المادية والثقافية والبيئية والمعنوية بشكل شامل وبمساعدة من الشركات الدولية المعروفة وسيسمح هذا لنا بمقاضاة أرمينيا المعتدية في المحاكم الدولية. ان حرب 44 يوما قد غيرت الأوضاع في المنطقة. كما قلت، قد انتهت الحرب وعلينا الانتقال الى صفحة تالية. لن ننسى الآلام والجروح. وهذه الجروح باقية. ولن ننسى أبطالنا. لكن في الوقت ذاته، نتطلع الى المستقبل. علينا إعادة إعمار الأراضي وتلك الأراضي التي دُمِّرت بالكامل. سنفعل هذا، قد بدأت هذه الاعمال. تنفذ حاليا مشاريع البنية التحتية والتخطيط العمراني واعمال إعادة الإعمار والبناء. قد خصصنا أموالا لازمة لتنفيذ هذه الاعمال في هذا العام.
فحققنا بالقوة ما لم يستطع القيام به أو لم يرد القيام به المجتمع الدولي بالطريق السلمي. إن تحرير الأراضي التاريخية لأذربيجان حدث مهم ليس فقط في تاريخنا، فحسب بل في تاريخ الحروب. لأننا فعلنا المستحيل. وحقننا هذا بشجاعة وبسالة ضباطنا وجنودنا والتخطيط اللازم وتضامن ووحدة الشعب جميعا.
معالي المدير العام، اريد ان أعرب عن شكري لكم وللإسيسكو على الدعم المستمر الى اذربيجان خلال سنوات تعاوننا الوثيق. خاصة، اريد ان أعرب عن شكري على القرارات الصادرة خلال الحرب. بعد عدة أيام من بدء الحرب في بداية سبتمبر أدلت الإيسيسكو بتصريح دعمت فيه الموقف العادل لأذربيجان وأصدرت قرارات بهذا الصدد. كذلك اريد ان أعرب عن شكري لكم على رسالة تهنئة أرسلتها إلى بمناسبة النصر. كل ذلك يظهر التضامن والوحدة الذي يظهرها شعبنا. كما تعلمون، قامت أذربيجان دائما بترويج المسائل المتعلقة بالتضامن الإسلامي ونفذت الإيسيسكو العديد من الفعاليات في أذربيجان. آمل ان هذا سيستمر هكذا. ناشدنا دائما الوحدة بين البلدان الإسلامية. ان ما رأيتموه من مشاهد في اغدام والأماكن الأخرى يبرز مستوى تعامل قيادة أرمينيا مع المشاعر الدينية للمسلمين وتاريخهم. إنهم دمروا جميع مساجدنا سوى مسجد واحد. وسبب احتفاظ مبنى مسجد في اغدام دون تدميره الكامل هو انهم كانوا يحتاجون الى نقطة ثابتة لتخطيط قصفهم المدفعي على الجيش الاذربيجاني الذي سيتقدم عند بدء الحرب ولقياس المسافة. كذلك لدينا صور كثيرة تعكس كيف حولوا مساجدنا الى حظائر للخنازير والابقار. وهذا ازدراء ليس فقط للأذربيجانيين فحسب بل للمسلمين جميعا. اثناء سفري الى الأراضي المحررة من الاحتلال في زنكيلان تفقدت مسجد مدمَّر بالكامل هناك. دمروا كل المساجد في شوشا سوى مسجد واحد. وهذا المسجد تعرض للتدمير الجزئي، لكنهم بعد هذا سعوا الى القيام ببعض اعمال ترميم عليه للتظاهر بحماية المواقع الإسلامية الثقافية والدينية. للأسف، شاركت شركة أجنبية في هذه المبادرة الاستفزازية وجاءت الى شوشا دون الوصول الى اذننا، منتهكة لتشريعاتنا وحدودنا. وقامت بهذه الشركة الأجنبية ببعض اعمال الترميم دون الوصول الى اذننا، وتحت حماية النظام غير القانوني الذي كان موجودا حينذاك في قراباغ الجبلية. هكذا شاركوا أعمال المجرمين، لأن الأرمن دمروا في الأراضي المحررة من الاحتلال حوالي 70 مسجدا. أما السعي الى تنفيذ اعمال ترميم في احد هذه المساجد، كان مجرد محاولة التظاهر كأنهم متسامحون ويحترمون مشاعر المسلمين. إذا كانوا هكذا فلماذا دمروا المساجد الأخرى ولم يرمموا المساجد الأخرى؟ ألم تر هذه الشركة الأجنبية التي جاءت الى شوشا تدمير المساجد الأخرى وكل التراث الديني والثقافي؟ فعلت فعلا أسوأ من فعل الانفصاليين الذين دمروها. لكننا سنعيد ترميم كل شيء. سنعيد كل شيء الى مظهره الاولي وسنعيد إعمار الأراضي. أنا على يقين من انكم سيتمكنون من زيارة مدينة شوشا التي أعلنتها عاصمة الثقافة الأذربيجانية عند زيارتكم القادمة.
أحد المسائل التي اريد مناقشته معكم هو عن اقتراح افتتاح المركز الإقليمي للاسيسكو في أذربيجان. كما تعلمون، كانت هذه المسألة تناقش منذ 3 او 4 سنوات أخيرة. نريد إعادة النظر في هذه المناقشات. اذا حصل هنا تقدم إيجابي فأظن، يمكننا تحقيقه بشكل وشيك. هذا سيكسب أهمية بالغة لنا ولجميع الناس المساهمين في تعزيز التضامن الإسلامي وحماية الإرث الثقافي الإسلامي."
بعد ذلك كرر الرئيس إلهام علييف ترحيبه بالضيوف. قال انه يبدي أهمية خاصة لهذه الزيارة الحالية بعد انتهاء الحرب واصفا إياها بنموذج الصداقة والاخوة.

X   X   X

اعرب المدير العام للإيسيسكو سالم بن محمد المالك عن شكره وقال ان استقبال الوفد الذي يرأسه من قبل رئيس الدولة الأذربيجانية لشرف كبير لهم. وقال انه يعتبر الرئيس الاذربيجاني واحدا من الزعماء الذين يناضلون من اجل بلادهم ويرشدون الآخرين.
وأضاف سالم بن محمد المالك ان التعاون مع أذربيجان كانت دائما في أولويات المنظمة وسيبقى هكذا. قال: "احتفلنا بالنصر، لأن هذا جزء منا. انتصاركم جزء من انتصار الإيسيسكو. ان الدول الأعضاء ذات الأهمية الكبيرة بالنسبة لنا وسندعمها دائما أيا كانت. يرافقني الأشخاص المُهمّون. اريد ان يشاهدوا ماذا حدث وكذلك يحتفلوا بالنصر."
وأضاف المدير العام للإيسيسكو ان الوفد المتكون من الأشخاص رفيعي المستوى يأتون ليهنئوا الرئيس الاذربيجاني. اعرب سالم بن محمد المالك عن اشادته بالدعوة التي أرسلها الرئيس الاذربيجاني اليهم للقاء وللمشاركة في الاحتفال بهذا الانتصار المهم.
وأضاف المدير العام للإيسيسكو قائلا: "زرنا الأراضي المحررة من الاحتلال ورأينا ما لم نراه في السابق من مأساة: المدينة المدمرة بالكامل. هذا عمل غير انساني تماما ولا يمكن قياس هذا الدمار. هذه جريمة ضد الإنسانية. لكننا شاهدنا امس العزم والرغبة في إعادة الإعمار لدى رؤساء السلطات المحلية والمواطنين. قلت عند حديثي مع الوزير ان هؤلاء الأشخاص سيعيدون إعمار قراباغ بدعم من الحكومة."

X   X   X

ثم التقطت صور تذكارية في اللقاء.
وقدم المدير العام للإسيسكو الى الرئيس إلهام علييف هدية تذكارية.
قال سالم بن محمد المالك: "هذه الهدية ترمز الانتصار. كتب هنا "بسم الله الرحمن الرحيم" وآية من سورة الفتح. وأضاف ان هذه الهدية أي السيف له عمر 100 عام. وكتب على علبة السيف "اننا نحتفل بالانتصار في قراباغ الجبلية.
اعرب الرئيس إلهام علييف عن شكره على هذه الهدية.

أخبار رسمية 2021-01-13 17:33:00