×
A
A
A
خيارات

في بلد مثل فرنسا التي تتحدث عن حرية التعبير، من غير المقبول أن يخنق اللوبي الأرميني حرية التعبير

باكو، 28 أكتوبر، أذرتاج 

تعرض الصحفيون والسياسيون والشخصيات العامة التي تغطي النزاع الأرمني الأذربيجاني في قره باغ الجبلية في فرنسا للتهديد من قبل المنظمات الأرمينية في الأيام الأخيرة.
من المثير للدهشة والكراهية أن اليوم يمكن توجيه الدعوات بسهولة لمقاطعة أي قناة تلفزيونية أو تهديد مباشر بقتل صحفي. في بلد مثل فرنسا التي تتحدث عن حرية التعبير، من غير المقبول أن يخنق اللوبي الأرميني حرية التعبير.
تعرض كل من إدارة TF1 التي قدمت معلومات محايدة حول ما حدث والسيدة بودول للتهديد من قبل اللوبي الأرميني بعد بث الريبورتاج لإظهار التزامهما بالمبادئ الأساسية للصحافة.
بعد أن تأكد اللوبي الأرمني من الكشف عن أكاذيبهم لجأ إلى استخدام التهديدات والذعر لأنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم. يظهر هذا مرة أخرى الوجه الداخلي للشتات لأرمني وتحيزهم ضد حرية الصحافة.
تجدر الإشارة إلى أنه عند اندلاع الحرب في قره باغ الجبلية تلقى صحفيون من صحيفة ليبراسيون (Liberation) تهديدات بالقتل من اللوبي الأرميني.
عندما تعرضت المجلة الهزلية شارلي إيبدو للهجوم في فرنسا بسبب رسوماتها الكاريكاتورية للنبي محمد (ص.) قام جميع الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا لتبدي تضامنها. ووصفت الصحافة الفرنسية الحادث بأنه ليس فقط بجريمة ضد شارلي إيبدو، ولكن أيضاً جريمة ضد الأخلاق والقيم الديمقراطية للشعب الفرنسي.
للأسف، بينما يرى جميع زعماء العالم في حادث شارلي هجوماً على حرية التعبير فإن منظمة "أسالا" (ASALA)، وكذلك المنظمات الإرهابية الأرمينية تظل صامتة وغير مبالية بتهديدات القتل ضد الصحفيين والمشرعين الذين يدعمون القانون الدولي.
النقطة المهمة هي أن القوى العظمى تستخدم اليوم فكرة الحرية كأداة للتأثير على الدول الأخرى.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن موظفي TF1 ووسائل الإعلام الأخرى الذين تعرضوا للتهديد لم يدعموا موقف أذربيجان تماماً في تقاريرهم. ومع ذلك، فإننا نتعاطف مع المعلومات التي أعدها ممثلو وسائل الإعلام الأجنبية بطريقة محايدة ونحترم عملهم.
بالإضافة إلى ذلك، يهدد الأرمن علانياً حلفائهم وبعض القوى العظمى الذين لا يدعمونهم. شارك عضو لجنة الشئون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) ومجموعة الصداقة الفرنسية الأذربيجانية البرلمانية جيروم لامبرت في حسابه على تويتر مقالاً تتوفر فيه بكثرة تهديدات أرسلها إليه أعضاء اللوبي الأرميني. كما قال نائب رئيس مجموعة الصداقة إن اللوبي الأرميني في فرنسا هدد السياسيين الأوروبيين الذين لا يدعمون موقفهم.
نشهد اليوم كيف عبأ اللوبي الأرمني مراراً وتكراراً نفسه من أجل إسكات الصحفيين والسياسيين الذين يقولون الحقيقة وكيف تلاعب بحرية الرأي وانتهك القانون الدولي. كل هذا يؤكد أن الأرمن اختاروا الإرهاب كمخرج. وأعيد التأكيد على أن الإرهاب وهو أحد الأساليب الرئيسية للأرمن هو جزء لا يتجزأ من سياسة الدولة في أرمينيا.
يثير القمع المذهل لحرية التعبير التي تعد من مؤشرات مهمة للديمقراطية في بلد ذي تقاليد إنسانية مثل فرنسا التي تسمى بـ "مهد الديمقراطية" استغراباً. كيف يمكن تهديد قناة TF1 والنواب الذين يدعمون القانون الدولي بالإرهاب من قبل تنظيم "أسالا" الإرهابي وفي فرنسا وفكيف يمكن أن يتعارضوا مع حرية التعبير والمبادئ الديمقراطية. نرى صورة مروعة لحرية الكلام والتعبير في المجتمع الأوروبي.
نأمل أن يمثل رد فرنسا التي تسعى لإقرار حقوق الإنسان في الدول الأخرى على التهديدات بالقتل ضد الصحفيين من قبل تنظيم "أسالا" الإرهابي، وكذلك اللوبي الأرميني الذي تدعمه دائماً، الأهمية التي يعلقها هؤلاء المسئولون على حماية حقوق الإنسان وحرية التعبير.
يجب على المنظمات الدولية العاملة من أجل حماية حرية التعبير، وكذلك المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان الاستجابة لضغوط اللوبي الأرميني على الوسائل الإعلامية المستقلة والسياسيين في فرنسا. وللأ سف، فإن الإرهاب الأرمني الذي لا يشهد ضغوطاً ورد فعل المجتمع الدولي أصبح أكثر انتشاراً بسبب عدم وجود تقييم مناسب لهذه الأحداث.

سياسة 2020-10-28 20:23:00